تهيئة البيئة الدراسية في شهر رمضان مسؤولية أسرية

مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي الثالث والأخير للعام الدراسي 2015-2016م ودخول الامتحانات في شهر رمضان المبارك، الذي يعد من أكثر الشهور تنظيماً للحياة بشكل عام، فلا بد من نشر ثقافة احترام الوقت واستغلاله بإنجاز المهمات على أكمل وجه، والاستعداد الجيد والتعامل مع كل الظروف دون تذمر أو كلل، لتجديد نشاط العقول والأذهان وتحقيق أفضل النتائج للطلبة.

ورغم ذلك يزيد التوتر والخوف عند بعض الطلاب وأولياء الأمور، حيث تسخر الأسر كافة الوسائل والإمكانيات المتاحة والطاقات الممكنة لتخفيف القلق عند أبنائهم، من خلال تهيئة وتوفير الأجواء الهادئة والمريحة لتمدهم بالثقة والقدرة للتغلب على المصاعب من خلال التشجيع المعنوي، وتنظيم أوقاتهم ما بين الدراسة والحصول على قسط كاف من الراحة والنوم، للاستعداد للامتحانات والتعامل معها في كل الظروف والأوقات.
د. يوسف شراب باحث أول بمركز دعم اتخاذ القرار للقيادة العامة يقول: إن شهر رمضان الكريم من أكثر الشهور تنظيماً للوقت وللحياة بشكل عام، ولا يعتمد التفوق بعدد الساعات بل بتنظيم الوقت ووضع جدول يحدد فيه الأوقات والمواد التي يجب أن ينجزها الطالب، وننصح الطلاب بتحاشي مشاهدة التلفاز والمسلسلات الرمضانية لساعات طويلة لأنها مضيعة للوقت وتدفع للكسل والخمول.

وأكد أن الوقت المثالي للمذاكرة ومراجعة الدروس يكون ما بعد الإفطار أو السحور لتجدد نشاط العقول بعد تناول الطعام ويكون الطالب بكامل نشاطه وحيويته لشعوره بالشبع والراحة، حيث يجب عليه أن يبدأ بالمواد الصعبة ويترك السهلة والبسيطة لوقت متأخر حتى لا يجد صعوبة في الدراسة حين يشعر بالتعب والإرهاق، وأخيراً يلعب الأهل دوراً كبيراً في مساندة أبنائهم بتنظيم أوقاتهم ومساندتهم وتشجيعهم على المذاكرة.
وقالت عائشة الحويدي مستشارة أسرية: يأتي دور الأسرة الدور الأكبر والأهم في تهيئة الأجواء والبيئة الدراسية الجيدة والمناسبة للطلاب في شهر رمضان الكريم، حيث تشترط أن تكون هذه الأجواء بعيدة عن الضوضاء والجلسات العائلية التي تقلل من تركيز الطلاب وتعمل على تشتيت انتباههم مما يؤثر سلباً على تحصيلهم العلمي.

ويجب على الطلاب تجنب السهر المتواصل لأوقات متأخرة، والابتعاد عن مشروبات الطاقة التي لها مضار كثيرة على صحتهم وسلامتهم واستبدالها بالعصائر الطبيعية، والاهتمام بوجبة السحور وتناول الأغذية المتنوعة الصحية حتى لا يتم إرهاق جسدهم ويفقدهم التركيز والرغبة في المذاكرة ومتابعة الدروس، كما يجب على الأب تحمل المسؤولية ومساعدة الأم من خلال متابعة الأبناء ومساعدتهم بشتى الطرق للاستمرار بالدراسة بشكل مريح ومنتظم.

وقال الدكتور حسام العيسى أخصائي تغذية: يفقد الطلبة خلال شهر رمضان الكريم الطاقة والقدرة على متابعة الدراسة، حيث يحتاج الطالب إلى تنظيم في نوعية الطعام الذي يتناوله خلال وجبة الإفطار والسحور، ويجب أن يحرص على تناول طعام صحي يمد الجسم بالطاقة الكافية كالفيتامينات، والبروتينات، والنشويات، والسكريات، والأطعمة الغنية بالكالسيوم التي تساعد على المحافظة على القدرة الذهنية، كما يجب الابتعاد قدر الإمكان عن مشروبات الطاقة والمنبهات واستبدالها بالسوائل والعصائر الطازجة التي تزود وتدعم الجسم بالطاقة والحيوية بطريقة طبيعية وصحية وتزيد التركيز الذهني لدى الطلاب.

وقالت ربى البخاري ولية أمر: أوفر الأجواء الهادئة والمريحة في البيت حيث لا أحبذ إقامة الجلسات والتجمعات العائلية أثناء فترة الامتحانات حتى أفسح لأبنائي الوقت من أجل مذاكرة الدروس بكل راحة وصفاء ذهن.

قال عبدالله المساعيد ولي أمر: أحرص على تشجيع ودعم ابني وتجنب الصراخ عليه إذا رأيت أي نوع من الإهمال أو القصور، لمراعاتي الإرهاق والتعب الذي يمر به، وأمنحه الثقة بنفسه وبقدراته، ومساعدته على تخطي صعوبات الدراسة بتوضيح بعض الدروس التي تصعب عليه، وتوفير المكان والإضاءة والتهوية الملائمة، والغذاء الصحي الذي يعطيه القوة والقدرة على الاستمرار في المذاكرة، وكذلك الحرص على أخذ قسط من الراحة لتحقيق أفضل النتائج له ولمستقبله. مي ربيع ولية أمر تقول: أستعد لتهيئة نفسية أبنائي لإنهاء الفصل الثالث والأخير بمعنويات عالية ودخول الامتحانات بكل ثقة في شهر رمضان المبارك، حيث أعمل على تنمية حب التعلم والمثابرة والاجتهاد في نفوس أبنائي وتحدي المصاعب مهما كانت الظروف والأوقات.وأحرص على تنظيم أوقات دراستهم وخاصة في شهر رمضان.

أكدت الطالبة مريم إبراهيم طالبة في المرحلة الثانوية: شهر رمضان المبارك يعلمنا كيفية استغلال الوقت واحترامه حيث يعودنا على التنظيم والترتيب في كل أمور حياتنا، إلا أن بعض الطلبة يشعرون بصعوبة في تنظيم أوقاتهم ما بين الدراسة والصيام بحجة التعب والإرهاق مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث يحتاج الطلبة إلى الدعم المعنوي من قبل ذويهم والتشجيع المستمر والأخذ بأيديهم نحو الطريق الصحيح لتحقيق أفضل النتائج.