لا شك أن مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، كأكبر مشروع لتشجيع القراءة عربياً، والارتقاء بمستوى تصنيف المنطقة العربية على قائمة مستويات القراءة والإطلاع عالمياً، باتت مساراً ممنهجاً، لمجابهة أزمة المطالعة في الوطن العربي، وعبرت بأجيال المستقبل من النفق المظلم إلى ميادين العلم والمعرفة، وشكلت حراكاً عربياً معرفياً متميزاً.
الإحصائيات الخاصة بالمشاركين في المسابقة، دقت أبواب التفاؤل، والأرقام سجلت حقائق تؤكد ما حققته المبادرة من إنجازات في عامها الأول، فوفقاً لأحدث إحصائيات «سباق التحدي» التي حصلت «الخليج» على نسخة منها، شاركت في العام الأول من التحدي، 15 دولة، وبلغ إجمالي عدد الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي، 3 ملايين و583 ألفاً و817، وإجمالي الكتب التي قُرأت 175 مليون كتاب من مختلف المعارف.
وجاء نصيب الإمارات في المشاركة 157 ألفاً و156 طالباً وطالبة من مختلف إمارات الدولة، ومصر نحو مليون و600 ألف، والأردن 186 ألفاً و871، وفلسطين 100 ألف طالب وطالبة، ولبنان 21 ألفاً و882، وسلطنة عمان 29 ألفاً و497، وقطر 20 ألفاً و246، والبحرين 17 ألفاً و816، والكويت 15 ألفاً 434، والسعودية 393 ألفاً و523، وتونس 66 ألفاً و706، والجزائر 610 آلاف و223، والمغرب 85 ألفاً و625، وموريتانيا 247 ألفاً و599، والسودان 31 ألفاً و239.
في وقت يستعد السباق لإسدال الستار على فعاليات دورته الأولى عربياً، إذ يتم إعلان النتائج النهائية، للتحدي على مستوى دول الوطن العربي في سبتمبر المقبل، ضمن حفل رسمي، لتتويج الفائز بالمركزالاول عربيا، فيما شهدت دبي التصفيات الإقليمية على مستوى الإمارات مؤخراً، وحظي الفائزين الاوائل باستلام شهادات شكر وتقدير موقعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في مشهد وطني مشرق للجميع.
وحرصت «الخليج» على مشاركة أبناء الإمارات خلال مسيرة التحدي، وزارت عدة مدارس حكومية وخاصة ، إذ شكلت بطلابها ومعلميها نسيجاً تنافسياً بين العقول الواعدة، لتأخذنا سطور هذا التحقيق إلى وقائع تلك التجمعات، وما آلت إليه الفرق المتنافسة من تحسين وضع القراءة، والنتائج التي تحققت في السباق القرائي العربي.
البداية كانت مع مروان الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم، إذ أكد أن مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، جاءت لتحرك المياه الراكدة في ميادين القراءة في الوطن العربي، وتضع نهاية لأزمة تعاني منها المجتمعات، فالقراءة تعد من أهم العادات الإيجابية التي يجب أن يحافظ عليها الفرد في المجتمع.
محاربة الجهل
إن مبادرة «تحدي القراءة العربي»، تحاكي في مضمونها محاربة الجهل والفقر المعرفي بين أفراد المجتمعات عربياً، هذا ما وصلت إليه فوزية غريب وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع العمليات التربوية، ومضت قائلة: إنها مبادرة عظيمة تحل إشكاليات ثقافية كثيرة، تعاني منها دول عربية عدة، لاسيما أنها ابتكرت دوراً جديداً للتربويين والمهتمين لاجتياز هذا التحدي.
وأضافت أن القراءة والمطالعة، تتمتع بأهمية بالغة، من حيث تنمية الشخصية وتوسيع مدارك الفرد ورؤيته الشاملة للحياة، واكتساب الآراء والأفكار والخبرات، وإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية، وتنمية الفكر والوجدان والعاطفة، فضلاً عن أنها تكسر الحواجز بينه وبين البشر، فنجده يتفاعل مع أفكارهم، والقراءة فرصة لمعرفة الآراء والأفكار والتعبير عما يقرأ، ويبدي القارئ ملاحظاته عليها.
الانفتاح الحضاري
ومن جانبه علّق أحمد حسين بن عيسى، الرئيس التنفيذي للقرية العالمية: لم تقتصر مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على الصعيد الداخلي والإقليمي فحسب، إنما تعدته نحو مجال العمل الإنساني والتنموي والاجتماعي على الصعيد الدولي، بما يحقّق تكامل الأمم ويقّرب البلدان ويرسّخ سياسة الانفتاح الحضاري والثقافي».
فريق متخصص
وخلال زيارة «الخليج» لمدرستها، قالت سمر أبو مرسى مديرة مدرسة نبراس الإيمان، إن هناك 28 طالباً وطالبة من المرحلتين الابتدائية والإعدادية، شاركوا في سباق التحدي، فضلاً عن فريق متخصص، تركزت مهامه على تشجيع الطلبة وأولياء الأمور على القراءة من خلال خطة ممنهجة، اشتملت على محاضرات متنوعة توضح أهمية القراءة وآثارها في بناء المجتمعات وتطوير عقول الأجيال.
وأضافت أن برنامج تأهيل وتشجيع الطلبة، ركز على أن القراءة بوّابة لتلقِّي العلوم المختلفة.
1000 طالب وطالبة
شارك من المدرسة 1000 طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية، وحرصت الإدارة على وضع برامج نوعية لتشجيع الطلبة على القراءة، وتحقيق خطوات إيجابية في سباق تحدي القراءة العربي، هذا ما أكدته غدير منذر أبو شمط مديرة مدرسة الخليج الوطنية بدبي، ومضت تؤكد أهمية مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تغير الوضع المعرفي في دول الوطن العربي من ظلمة الجهل إلى ميادين العلم والمعرفة.
دروب القراءة
من جانبهم اعتبر معلمون ومعلمات عدة في الميدان التربوي، أن المبادرة تشكل مساراً نوعياً يضع نهاية للفقر المعرفي وهجرة دروب القراءة، لاسيما بعد ملاحظة ارتفاع المستوى المعرفي لدى طلبة المدارس في الدولة المشاركين في التحدي، فضلاً عن رغبتهم واستجابتهم الكبرى لساعات القراءة، وروح التنافسية التي لعبت دوراً كبيراً في تشجيعهم على قراءة الكتب الخاصة بكل مرحلة.وقالت المعلمة حصة الطنيجي، إن مبادرة صاحب السمو نائب رئيس الدولة، أنارت ظلمة العقول وعالجت أوجه القصور المعرفي، ونتائجها نقطة تحول نوعية في مجال القراءة.
أما عمر الشهابي، رئيس قسم اللغة العربية في مدرسة العالم الجديد، فأكد أن المدرسة حرصت على المشاركة في مسابقة تحدي القراءة، استكمالاً لمشروع القراءة الذي تبنته منذ بداية العام الدراسي 2015 / 2016، من خلال حثّ الطلبة على القراءة في جميع المراحل الدراسية.
14 مليون جواز عبور
طُبع في دولة الإمارات 14 مليون دفتر متابعة، وتم إرسالها إلى الدول المشاركة، وتعد هذه الدفاتر هي جوازات عبور الطالب عبر مختلف المراحل وصولاً إلى مرحلة التصفيات على مستوى العالم العربي، وتشير هذه الجوازات بألوانها المختلفة إلى كل مرحلة يصل لها الطالب بدءاً من الجواز الأحمر، ثم الأخضر، فالأزرق، والفضي، وصولاً إلى الجواز الذهبي، الذي يعني أن الطالب أتم قراءة 50 كتاباً، وأصبح مؤهلاً لدخول مرحلة التصفيات.
1500 محكم... وآليات صارمة
تخضع مرحلة التصفيات لآليات تحكيمية صارمة، تضمن شفافية الإجراءات وسلامة النتائج، إذ تم تطوير «دليل المحكمين» ليكون مرجعاً أساسياً خلال مراحل التصفيات، ولضمان التنفيذ السليم وتطبيق آليات التحكيم بصورة دقيقة، نفذ وفد متخصص من الأمانة العامة لمشروع «تحدي القراءة العربي» حصصاً تدريبية للمحكمين على مستوى الدول العربية، حيث يقوم على تنفيذ آليات التحكيم نحو 1500 محكم في مختلف الدول العربية المشاركة.
مستقبل أكثر إشراقاً لأجيال الغد
يجسد مشروع «تحدي القراءة العربي»، جزءاً من الجانب الثقافي للرؤية الشاملة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الرامية إلى تأسيس مستقبل أكثر إشراقاً لأجيال الغد في العالم العربي من خلال غرس حب القراءة، باعتبارها من أساسيات التقدم، في وقت تشير بعض الدراسات إلى وجود خلل كبير في معدلات القراءة في الوطن العربي، إذ يبلغ معدل قراءة الطفل العربي ست دقائق في العام، مقارنة ب 12 ألف دقيقة في الدول الغربية، وذلك بحسب تقرير التنمية الثقافية الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي، بينما يبلغ معدل القراءة للفرد العربي ربع صفحة سنوياً مقارنة مع 11 كتاباً في أمريكا، وفق دراسة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.
شهادات تقدير بتوقيع محمد بن راشد
وصل عدد الطلبة الذين شاركوا من دولة الإمارات، إلى أكثر من 157 ألف طالب على مستوى الدولة، وأتموا قراءة ما يقرب من 5 ملايين كتاب. وحصل المشاركون من دولة الإمارات الذين أتموا قراءة 50 كتاباً خلال العام الدراسي الحالي، على شهادات تقدير موقعة باسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
30 ألف مدرسة
شاركت أكثر من 30 ألف مدرسة على مستوى الدول العربية في النسخة الأولى من «تحدي القراءة العربي»، وتم تسجيل أكثر من 3.5 مليون طالب من مختلف مراحل التعليم الأساسي، خلال فترة الاستعداد لدخول مراحل التصفيات، ويشكلون نحو 10% من إجمالي عدد طلبة المدارس العرب، البالغ عددهم نحو 48 مليوناً، وتستهدف المسابقة الوصول إلى نسبة 50% من طلبة المدارس العرب خلال السنوات الأربع المقبلة، وقرأ الطلبة الذين شاركوا في المشروع أكثر من 170 مليون كتاب في مختلف فروع المعرفة.
تدريب أكثر من 60 ألف مشرف
يقوم على تنفيذ برنامج مسابقة «تحدي القراءة العربي»، نحو 60 ألف مشرف، من المدرسين والتربويين المتخصصين في كل المدارس المشاركة على مستوى 15 دولة عربية، منها الإمارات، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، وسلطنة عمان، ودولة الكويت، ومملكة البحرين، والأردن، ومصر، ولبنان، والسودان، وتونس والجزائر والمغرب، وموريتانيا.
الفقر المعرفي
قالت معلمة اللغة العربية سناء عبد العزيز بمدرسة نبراس الإيمان بالشارقة إن المبادرة بلورت واقع الحال ولمست الفقر المعرفي الذي أصاب المجتمعات العربية، وبات أمراً يأرق الجميع، فهي مهمة في مضمونها وأهدافها التي تحاكي أوجه الضعف، وأكدت أن المبادرة ركزت على النهوض بالمستويات الفكرية لدى الجميع في العالم العربي.
11 مليون درهم جوائز
بلغ إجمالي قيمة جوائز «تحدي القراءة العربي» 11 مليون درهم، حيث إن الفائزين ينقسمون إلى أربع فئات، ويحصل الفائز بالمركز الأول على مستوى المناطق التعليمية بالإمارات، على 10 آلاف دولار أمريكي، فيما يحصل الفائز بالمركز الأول على مستوى كل دولة عربية مشاركة على 10 آلاف دولار، وتحصل المدرسة التي تسجل أعلى نسبة مشاركة على مليون دولار مقسمة على المشرف، ويحصل على 100 ألف دولار، و100 ألف دولار لمدير المدرسة، و800 ألف دولار أمريكي للمدرسة.
أما الفائز الأول على مستوى العالم العربي فيحصل على 150 ألف دولار، منها 100 ألف دولار لتغطية تكاليف دراسته الجامعية، و50 ألف دولار مكافأة لأسرة الفائز.