Quantcast
Channel: تربية و تعليم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 946

التعليم المهني يحاكي المستقبل الصناعي والتكنولوجي بالإمارات

$
0
0
تحقيق: محمد إبراهيم

كشفت نتائج الدراسات والبحوث التربوية والاجتماعية عن وجود ظواهر تؤثر سلبياً في قطاع التعليم، منها تسرب بعض الطلبة من النظام التعليمي، وعدم قدرة بعضهم على التقدم العلمي في التعليم النظامي، ولعل ما أقرته وزارة التربية والتعليم مؤخراً، بشأن دمج التعليم المهني ضمن الاتجاهات الجديدة لتطوير التعليم، يعدّ خطوة مهمة تعالج القصور المعرفي لدى بعض الطلبة، وتحاكي المستقبل الصناعي والتكنولوجي في الإمارات، ويعتبر هذا النوع من التعليم مساراً متجدداً يثري مسيرة قطار المعرفة، ويوفر الخيارات والبدائل المتعددة للطلبة، فضلاً عن تقليص الافتقار الأكاديمي الذي قد يصيب شريحة من الأبناء في الميدان التربوي، ويحل إشكالية الطلبة الذين لم يتمكنوا من تحقيق التقدم العلمي وفقاً لآراء المختصين.

في وقت أكد التربويون أن التعليم المهني، يشهد حالياً إقبالاً كبيراً من الطلبة المواطنين، حيث إنه يكسب المتعلم قدراً من الثقافة والمعلومات والمهارات الفنية والمهنية على المستويين العملي والنظري، ما يمكنه من إتقان عمله وتجويده، ويرتقي بمستواه المهاري في مجالات العمل المتخصصة «الصناعي والتجاري والسياحي» ويعدّه الإعداد الجيد لسوق العمل، ليصبح بعدها المتعلم مواطناً منتجاً يسهم في تقدم بلاده.
وأجمعت آراء الطلبة وأولياء الأمر أنه فرصة جيدة لتوفير خيارات وبدائل تعليمية تكسب المتعلمين المهارات المهنية اللازمة، وترتقي بهم إلى مستويات تعليمية متقدمة، من خلال تدريبهم على تقنيات وأساليب وطرائق مهنية وتقنية جديدة تعزز خبراتهم الحياتية.

دمج المسار

البداية كانت مع ما آلت إليه وزارة التربية والتعليم في هذا الاتجاه، حيث تم استحداث مسار التعليم المهني ضمن التعليم المستمر، الذي يبدأ من الصف السادس. وبعد اجتياز الطالب للاختبار التشخيصي، يدرس عدداً من المقررات وفق المرحلة الدراسية، تتمثل في المبادئ الأساسية في الصيانة والإلكترونية، وتقنيات اللحام، والتصميم الجرافيكي، والهندسة المدنية، ثم اللغة الإنجليزية، والعربية، والتربية الإسلامية، والرياضيات، ومهارات الحاسب الآلي، وأخيراً عمليات إنتاج النفط والغاز، ومهارات الحاسب الآلي، وإدارة الأعمال، والموارد البشرية، والسفر والسياحة، ويمكّن هذا المسار الطالب من الحصول على المزيد من التعلّم المهني وفقاً لمعايير هيئة المؤهلات الوطنية من المستوى الأول إلى الرابع، ليتمكّن بعدها من الالتحاق بالوظائف المهنية.

اعتمدت الوزارة «نظام التعليم المستمر المتكامل»، بديلاً عن نظام «تعليم الكبار»، إذ جاء يضم 4 مسارات، تتمثل في «محو الأمية، والدراسة المنزلية، والتعليم المستمر بمساريه الأكاديمي والمهني»، ويطبق العام الدراسي الجاري، في خطوة جديدة ضمن الخطة الشاملة لتطوير التعليم. وتكفلت كجهة معنية بإعداد الخطط الدراسية واللوائح المنظمة للنظام الجديد، فضلاً عن اعتماد الشهادات الدراسية الصادرة، وفق نظام التعليم المستمر المتكامل.

واستهدف «المسار المهني»، وهو برنامج تعليمي مهني، الدارسين من «الذكور والإناث»، الراغبين في استكمال دراستهم من الصف (8-12)، وفق مخطط ممنهج يضم مرحلتين: الأولى «مرحلة الإعداد»، التي تتراوح فترتها من 6 أشهر إلى سنتين، وتشمل الصفين «الثامن والتاسع»، على أن يجتاز اختبار القدرات الذي يؤهله للصف العاشر.

من جانبه قال الخبير الدكتور حسين عوض، إن الدولة تعمل وفق استراتيجية مدروسة لرفع مستوى الوعي الوظيفي القائم على التعليم التقني والمهني بين الشباب عن طريق دمج مساراته ضمن اتجاهات التعليم الحديث، فضلاً عن التوسع في إنشاء المدارس الثانوية الفنية والعمل على جذب الشباب الإماراتي ذكوراً وإناثاً للتنافس للالتحاق بالدراسة والتدريب المتطور في التخصصات الفنية ذات الصلة الوثيقة بالمستقبل الصناعي والتكنولوجي بالدولة، وهو الأمر الذي يؤكد أن المدارس الثانوية الفنية تضطلع بمهام وطنية كبيرة ترتبط ارتباطاً مباشراً بإعداد شباب الإمارات ليكونوا اليد الفاعلة في النهضة الصناعية والاقتصادية التي تعيشها دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً ومستقبلاً.

وأضاف أن التعليم الفني والتدريب المهني، باتا يلعبان دوراً محورياً في تسيير دفة الحياة الاقتصادية والاجتماعية، إذ يعتبران من الروافد الأساسية في إعداد الكوادر الوطنية.

خيارات متعددة

ويرى صالح فاضل مدير مدرسة، أن التعليم المهني يغطي العديد من خيارات التدريب التي تنطوي على معايير كفايات دولية معتمدة في مجال التعليم المهني والتقني، ويلبي حاجة سوق العمل، حيث تشمل مجالات مشروع التعليم المهني التدريب على المهارات ذات الصلة بصناعة الطاقة والتعدين والخدمات المالية والسياحية وخدمات الميكانيكا والكهرباء، وغيرها من المهن التي يحتاجها سوق العمل. وتشهد المدارس الفنية إقبالاً كبيراً في الآونة الأخيرة، لاسيما من طلبة الصف التاسع ومعظمهم من الطالبات.. هذا ما وصل إليه حميدان ماضي مدير مدرسة سلمان الفارسي، ومضى يؤكد أن التعليم المهني بدأ يحتل مكانته على الساحة التعليمية بما يتوافق مع طموحات الشباب.

ويرى المعلم عبد الله محمد، أن الطالب المتقدم للتعليم المهني يخضع لشروط أهمها أن يكون من مواطني الدولة وعمره من 14 عاماً إلى 16 عاماً وحاصلاً على الصف التاسع.

من جهته قال ولي الأمر حمدان البلوشي، إن الطلبة في التعليم المهني يتم تدريبهم محلياً ودولياً ليكونوا قادرين على التميز في أي موقع وظيفي وفي أي مجال جامعي.

مسارات علمية

الطالب حمد الحوسني، يرى أن التعليم المهني يوجه الطلبة نحو المسارات العلمية الصحيحة والمطلوبة في سوق العمل، ويفتح المجال أمامنا لاختيارات متعددة، ويعدّ أسهل من التعليم التقليدي عند بعض الطلبة، وهي المرة الأولى التي يجتمع فيها كل هذا الكم النوعي المتميز من المؤسسات الحكومية والصناعية والجامعية التي تأتي إلى مدرسة ثانوية سعياً لاستقطابهم وظيفياً والتكفل بابتعاثهم في منح دراسية عالية المستوى داخل الدولة وخارجها، مؤكداً ضرورة أن يشارك طلبة التعليم العام في هذا الحدث المهم ليستفيدوا منه من أجل مستقبلهم ومستقبل وطنهم.

أما الطالب عمر بن ثاني فيرى أن التعليم المهني يمثل مستقبل شريحة كبيرة من الشباب، وأنه ينافس بقوة على الرغم من عمره القصير على الساحة التعليمية، ولكنه استطاع استقطاب الشباب نحوه، واستحوذ على اهتمامهم وأصبح مطمحاً لديهم.

المعارف الأساسية

وأكد الطالب محمد بالجافلة، أن الطالب يقضي بموجب المسار التعليمي الثانوي الحالي سنواته الدراسية منكباً على المعارف الأساسية، ثم يصطدم بمتطلبات التعليم الجامعي وبالفجوة بينه وبين مخرجات التعليم الثانوي ومتطلبات التعليم الجامعي، ما يتطلب وجود مرحلة التعليم التأسيسي للجامعة لسد هذه الفجوة.

العمالة الماهرة

يرى ولي الأمر ذاكر عبد الله أن التعليم المهني، يحظى حالياً باهتمام القيادة الرشيدة، ويتميز بتقديم برامج تعليم وتدريب ذات مخرجات تخدم شريحة من العمالة الحرفية الماهرة في التخصصات التي تدعم العمليات الصناعية والإنتاجية، في حين تتميز مناهج التعليم والتدريب بالاعتماد على التطبيقات العملية بشكل أكبر بكثير من المعرفة النظرية، كما يتم الاهتمام بتنمية المهارات العملية للطالب.

المهارات الوظيفية

أكد خبراء و تربويّون أن المرحلة الجامعية مازالت في عزلة عن المهارات الوظيفية لسوق العمل، حيث يتعين على الخرّيج الانخراط في برامج تدريبية مكثفة في موقع العمل، قد تستمر عاماً أو أكثر حتى يصبح مؤهلاً مهنياً ووظيفياً، ولكن التعليم المهني يعالج تلك الأمور من خلال تعريف وتدريب الطلاب على المهارات المطلوبة لسوق العمل منذ بداية المرحلة الثانوية الفنية، إضافة إلى إعدادهم الجيد للالتحاق بالتعليم الجامعي دون الحاجة إلى قضاء سنوات في مرحلة التعليم التأسيسي.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 946

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>