أكد مجلس أبوظبي للتعليم ضرورة إشراك مؤسسات المجتمع المحلية في إعداد المناهج الدراسية بما يتلاءم والواقع المعاش للطالب، ولبناء جسور من العلاقات والثقافات والمفاهيم المشتركة والتبادلية والتي تهتم بالارتقاء والنهوض بالتعليم كمؤسسة وكعمليات مترابطة وإجراءات، بغرض تفعيل الدور الذي تقوم به المؤسسة التعليمية في المجتمع.
قالت سارة السويدي مديرة المناهج العربية في قطاع التعليم بمجلس أبوظبي في تصريح ل «الخليج»: إن المجلس سيعقد لقاء موسعاً في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل مع عدد من المؤسسات الحكومية بهدف تطوير المحتوى المحلي في المناهج والكتب الدراسية للاستفادة من آرائها وإشراكها في إعداد المناهج الدراسية وتحسين الكتاب المدرسي لطلبة مدارس أبوظبي الحكومية، لافتة إلى أن الهدف من تطوير المناهج هو تقريب المصطلحات العلمية للطالب وتعليمها له بشكل أدق، وأن التغيير والتطوير يكمن في المحتوى التعليمي بشكل عام وليس في المسميات والصور.
المخرجات التعليمية
وأضافت أن تصميم المناهج في نظام التعليم الحكومي يتعلق بالمخرجات التعليمية التي ينبغي أن تتماشى مع مخرجات المدارس الخاصة، مشيرة إلى أن المجلس من خلال النموذج المدرسي قام بمقارنات معيارية لجميع المخرجات التعليمية في 7 دول متقدمة اختيرت على حسب نتائجها في الامتحانات العالمية هي الولايات المتحدة الأمريكية، أستراليا، نيوزيلندا، كندا، سنغافورة، قطر والمملكة العربية السعودية.
صعوبة المقارنات
أشارت إلى أنهم يجدون صعوبة في المقارنة مع المناهج التي تدرسها بعض الدول على مستوى الوطن العربي التي تعتمد على تدريس الكتاب المدرسي وليس على مسار المناهج القائمة على المخرجات التعليمية، كون المقارنة وفقاً للمخرجات التعليمية مقارنة حديثة، وتنتهجها قلة من الدول العربية منها دولة الإمارات وقطر والسعودية والبحرين، لذلك فالمقارنة يجب أن تكون مع دول متشابهة في النظام التعليمي.
التطوير المستمر في المناهج
وقالت إن المجلس يعكف على التطوير المستمر في المناهج وفقاً للنموذج المدرسي الذي يصل العام المقبل إلى طلبة الصف العاشر، مشيرة إلى أن الهدف من التطوير هو الإسهام المباشر في رفع التحصيل الأكاديمي للطالب، وبناء مناهج وأنشطة تصب في إلغاء سنة التعليم الأساسي في الجامعات وتؤهل الطالب للالتحاق المباشر بالكليات، مشيرة إلى أن المجلس نظم 41 زيارة لطلبة المدارس ضمن مادة الإرشاد الأكاديمي بالتعاون مع مبادلة لجهات مختلفة للتعرف إلى نوعية التخصصات العلمية المطلوبة في سوق العمل.
وأكدت أن مناهج مجلس أبوظبي للتعليم ومناهج وزارة التربية والتعليم واحدة ولا تخرج عن الإطار العام والمحتوى التعليمي، مشيرة إلى أن هيكلة الحلقة الثالثة التي قام بها المجلس في العام الماضي، تهدف إلى تعزيز الفرص أمام الطلبة لضمان حصولهم جميعاً على الفرصة لدراسة مجموعة واسعة من التخصصات، خصوصاً المواد العلمية، مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مما يزودهم بالمهارات الأساسية والخبرات الضرورية، مع مراعاة اهتمام وميول الطالب الفردية، لافتة إلى أن تطوير مناهج الثانوية يركز على الربط بين العلوم التطبيقية وبين الحياة العملية، كما أنه يعطي قيمة أكبر لمواد العلوم والتكنولوجيا، دون الإخلال بأهمية العلوم الإنسانية من اللغات والعلوم الاجتماعية.
وقالت: إعادة هيكلة الحلقة الثالثة جاءت تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء والذي نص على إلغاء التشعيب في الحلقة الثالثة حيث تمركزت إعادة الهيكلة حول وجود مواد إجبارية لجميع الطلبة، بالإضافة إلى مواد اختيارية وهي المواد التي تعينه على اختيار التخصص المرغوب في الالتحاق به في الجامعة بدون الحاجة إلى السنة التأسيسية.
مادة الإرشاد الأكاديمي
وأوضح الدكتور محمد الملا اختصاصي أول مناهج في قطاع التعليم بمجلس أبوظبي للتعليم أن المجلس وفر للطالب الدعم المدرسي حيث طرح مادة الإرشاد الأكاديمي للوصول بجميع الطلبة إلى حد معين من المهارات لا يمكن النزول عنه، مشيراً إلى أن مادة الإرشاد الأكاديمي تدرس بواقع حصة واحدة في الأسبوع لطلبة الحلقة الثالثة لمساعدة الطالب على التعرف إلى إعادة الهيكلة مما يساعده على كيفية اختيار المواد، حيث يقوم معلم هذه المادة بدورين: معلم للمادة ومرشد للطالب يوفر له أكبر قدر من المعلومات حول نظام الحلقة الثالثة والمواد الاختيارية تعينه في اختيار المواد المناسبة التي تؤهله للتخصص المناسب عند التحاقه بالجامعة.
وأشرك مجلس أبوظبي 120 ألف طالب في برنامج إلكتروني يساعدهم في تعلم مهارات مادة الرياضيات.