غادر أمس 130 طالباً وطالبة في رحلتين علميتين استكشافيتين منفصلتين إلى كل من المملكة المتحدة وجمهورية صربيا، للانخراط لدى مؤسسات وشركات مرموقة في برنامج تدريبي عملي متفرد في أهدافه ونواتجه، ويحوي باقة منوعة من المجالات والبرامج التدريبية والتعليمية المنتقاة.
زادت وزارة التربية والتعليم أعداد الطلبة الذين سيبتعثون إلى الخارج خلال العام الدراسي الجاري بنسبة 25%، حيث ارتفعت من 400 طالب العام الماضي إلى 500 طالب وطالبة في 2016.
وقالت أمل الكوس، وكيلة وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة، هناك توجهات حثيثة لتعزيز أهداف ورؤى وزارة التربية الطموحة ضمن خطتها التعليمية 2015-2021 التي تواكب نهج الدولة وتطلعات القيادة الرشيدة في تمكين الشباب، وغرس المواطنة العالمية الإيجابية في نفوسهم، وتحقيق السعادة مفهوماً أصيلاً وعميقاً في أوساطهم، وإكسابهم المهارات القيادية، والقدرة على التعاطي مع مستجدات العصر، ومواكبة التقنية الحديثة، تمهيداً للانتقال نحو الاقتصاد المعرفي وتحقيق مستهدفات الدولة 2021.
وأضافت أن من ضمن الأمور التي تسهم في تحقيق هذه الأهداف هي الرحلات العلمية الاستكشافية التي توليها الوزارة اهتماماً كبيراً، معتبرة إياها منصة لإعداد كوادر مواطنة موهوبة ومتمكنة وقادرة على تحمل المسؤولية عبر اختيار أفضل الوجهات التي تحوي مؤسسات تعليمية وصناعية وبحثية مرموقة لتكون الخيار الأول لاحتضان الطلبة، لتحقيق الاستفادة المثلى من هذه الزيارات.
وذكرت الكوس أن المبتعثين يمثلون نخبة من الطلبة المتفوقين والمتميزين ممن وقع الاختيار عليهم للسفر إلى الخارج خلال عطلة الفصل الدراسي الثاني، مشيرة إلى أن البرنامج التدريبي العملي الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم للعام الثاني على التوالي خارج الدولة يعنى في إكساب الطلبة المواطنين المهارات العملية والقيادية، وتعزيز مداركهم الثقافية، ويتيح لهم العديد من الفرص المتميزة أمامهم لتهيئة وإعداد جيل من الكوادر المواطنة القادرة على الولوج إلى التنافسية العالمية وتبوؤ مراكز قيادية بكل ثقة واقتدار، وإكسابهم المهارات العلمية والخبراتية الحياتية والعملية التي تصقل شخصياتهم، فضلاً عن تطوير ذواتهم وتحقيق السعادة مفهوماً أصيلا تسعى الوزارة إلى نشره في مختلف فئات المجتمع التربوي، لما له من انعكاسات إيجابية على تقدم مسيرة التعليم، وبناء أجيال متمكنة ومعتزة بهويتها ووطنها.
ولفتت إلى أنه تم اختيار الطلبة وفق شروط ومعايير محددة، إذ يستهدف البرنامج الطلبة المتفوقين دراسياً، حيث يستقطب أولئك الحاصلين على معدلات 80% فما فوق في الصفين العاشر والحادي عشر، فضلاً عن اختيار الطلبة الذين يتمتعون بسلوك وأخلاقيات رفيعة، وكذلك المتميزين القادرين على التواصل الاجتماعي، ويمتلكون سجلاً حافلاً من المشاركات الفاعلة والبارزة في الأنشطة والفعاليات المدرسية.
وأكدت أن البرنامج الجديد جاء ليحاكي مستجدات العصر والتقدم التقني والتكنولوجي، من خلال تطويع كل ما من شأنه خدمة أبنائنا الطلبة لإطلاعهم على الفرص التعليمية والوظيفية، والانغماس في تجارب علمية وتقنية مهمة، وتوفير برامج علمية وتدريبية من شأنها أن ترتقي بمستوياتهم الفكرية والمعرفية، وتوظيف آخر التقنيات الحديثة لهذه الغاية، وتنويع مصادر التعليم والتعلم واستقائها من مؤسسات وشركات رائدة عالمياً جرى التنسيق معها لخدمة الطلبة المبتعثين واستضافتهم في رحلة علمية استكشافية يؤمل لها أن تقدم حزمة من الأهداف الطموحة التي تسعى الوزارة إليها عبر ربط الطالب بكل ما هو جديد ومفيد.
وأوضحت الكوس أنه تم تنظيم لقاءين تعريفيين منفصلين مع الطلبة المبتعثين في وقت سابق، حيث كان الأول مع الطلبة المبتعثين إلى بريطانيا، وعددهم 100 طالب وطالبة، فيما كان الآخر مع الطلبة المتجهين إلى صربيا، وعددهم 30 طالباً، بهدف إطلاعهم على البرنامج التدريبي العملي وأهدافه لكل رحلة، حيث تضمن اللقاءان ورش عمل متنوعة، وجرى تعريف الطلبة خلالهما على جدول البرنامج التدريبي في حضور أولياء أمورهم، مشيرة إلى أنه جرى التطرق أيضاً للأمور المتعلقة بطبيعة الدولتين وأحوالها المناخية والسكن والزيارات الميدانية، فضلاً عن الرد على استفسارات الطلبة، وتوضيح الالتزامات الخاصة بكل طالب وكيفية التواصل مع المشرفين.وأكدت الكوس أن الطلاب والطالبات سيرافقهم مشرفون ومشرفات مسؤولون عن متابعة الطلبة بشكل يومي، إضافة إلى إعداد التقارير الخاصة بكل طالب وطالبة، مضيفة أن هذه الرحلة ستتبعها رحلات أخرى خلال عطلة الصيف إلى عدة دول تمتاز بالتطور العلمي والتكنولوجي، بغية ربط الطالب بأهم مصادر المعرفة وتوثيق صلتهم بالابتكار والعلوم المتنوعة عبر التطبيق العملي لدراساتهم في أرقى المؤسسات التعليمية العالمية.