خطوة ناجحة موفقة وفي الصميم لمركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وذلك بتدشين تخصص جديد في بوليتكنيك أبوظبي لدراسة بكالوريوس الأرصاد الجوية والزلازل للمواطنين لسد حاجة الدولة من تخصصات التنبؤات الجوية التي تهم كل قطاعات الدولة المختلفة والمواطنين والتي تعتمد عليها أنشطتهم وإنتاجيتهم إضافة لذلك الخدمات التي تقدمها الأرصاد الجوية لقطاع النقل خاصة الطيران وقطاعات الزراعة والبحرية والبيئة والطاقة وغيرها.
يعد هذا البرنامج هو الوحيد في الدولة والمنطقة ما يضيف إليه ميزات جمة تجعله من البرامج النادرة التي تتميز بها الدولة، ما يبين اهتمام المسؤولين بالمساهمة في رفع مستوى التعليم في الدولة وتوفير الفرصة لأبناء وبنات الدولة في الحصول على التعليم الجامعي في جميع المجالات حتى في التخصصات النادرة.
ويعد تخصص الأرصاد الجوية من التخصصات الحساسة ويحتاج إلى مستوى عال من الدقة والمسؤولية، حيث يتوقف أحياناً على دقة إنجاز النشرات الجوية الكثير من الأنشطة والعمليات الحياتية لكثير من الناس، لهذا فإنه يتم القبول في البرنامج للطلبة ممن استكملوا الثانوية العامة في الفرع العلمي بمعدل لا يقل عن 80%، ونظراً لأن التدريس يتم باللغة الإنجليزية فإن أحد شروط قبول الطلبة هو حصولهم على المستوى 5 على الأقل في الامتحان الإنجليزي الدولي.
أهمية قصوى
يقول مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب المهني والتقني، الذي يتبع له البوليتكنيك أبوظبي: يستقطب معهد البوليتكنيك أبوظبي كوادر أكاديمية مميزة ذات خبرات عالية في مجالات التعليم والتدريب ما يكسب الطلبة مستوى تعليمي وأكاديمي متميز، ويعزز الجانب الأكاديمي بكادر إداري على مستوى عال من الاحترافية والمهنية مما يوفر البيئة المناسبة للطلبة للنجاح والتميز، كل ذلك جعل المعهد يتحصل على مراكز متقدمة بين المؤسسات الأكاديمية في الدولة في وقت قصير من عمره الأكاديمي، علماً أن البوليتكنيك قد تم تأسيسه في عام 2011 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأضاف: من الفوائد التي جنيناها ونجنيها من فتح هذا البرنامج في معهد البوليتكنيك هو تأهيل كوادر وطنية متميزة ذات مستوى عال من دون الحاجة الى السفر خارج الدولة التي قد لا تتمكن فئات متميزة من المجتمع من السفر إلى الخارج وإتمام دراستها كالإناث مثلًا.
وقال الشامسي لم يكن بالإمكان فتح هذا البرنامج، لولا الجهود المتواصلة من الطرفين البوليتكنيك أبوظبي والمركز الوطني للأرصاد والزلازل وفي مقدمتهم الدكتور عبدالله المندوس مدير المركز والدكتور أحمد العور مدير معهد التكنولوجيا التطبيقية. حيث أدت هذه الجهود لتذليل جميع الصعوبات والعراقيل التي واجهتنا خلال تأسيس هذا البرنامج.
وقال الدكتور أحمد العور مدير عام البوليتكنيك أبوظبي إنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين «البولتكنيك أبوظبي» و«المركز الوطني للأرصاد والزلازل» على إنشاء تخصص في مجال علم الأرصاد الجوية يتم فيه إعداد اختصاصي أرصاد جوية من خلال تدريسهم وتدريبهم في المعهد ومنحهم شهادة البكالوريس في هذا المجال منذ بداية العام المنصرم 2015، وتفتح هذه المذكرة آفاقاً طموحة لإعداد متخصصين في مجال الأرصاد الجوية، ذوي كفاءة عالية وقدرة على تحمل المسؤولية وتلبية احتياجات الدولة في تقديم خدمات الأرصاد الجوية في شتى المجالات، والتي من ضمنها التنبؤات الجويه التي تهم كل قطاعات الدولة المختلفة والمواطنين والتي تعتمد عليها أنشطتهم وإنتاجيتهم وأحياناً تكون عاملاً رئيساً في تعطيل الدوائر الرسمية والمؤسسات الحكومية والخاصة، إضافة لذلك لا ننسى الخدمات التي تقدمها الأرصاد الجوية لقطاع النقل خاصة الطيران وقطاعات الزراعة والبحرية والبيئة والطاقة وغيرها.
وأضاف: باعتبار أن هذا التخصص يعمل على تفسير الظواهر الجوية، فإنه يتم تأسيس طالب الأرصاد الجوية منذ بداية دراسته بعلم الأرصاد الجوية في الرياضيات والفيزياء ومواد العلوم الطبيعية الأخرى كالكيمياء، ولحاجة متخصص الأرصاد الجوية لمعالجة وحساب كم هائل من قيم ومعلومات عناصر الطقس كالحرارة والضغط والرياح والرطوبة وغيرها والعمل على إخراجها على شكل خرائط طقس سطحية «على مستوى سطح البحر» أو علوية «على عدة مستويات من طبقات الجو العليا» وذلك ليتم تحليلها والتنبؤ بها، فإنه يتم إعداد الطلبة في المعهد إعداداً جيداً في مجال الكمبيوتر والبرمجة والتحليل الرقمي.وأضاف العور: يتميز معهد البوليتكنيك أبوظبي بأنه يطبق برنامجاً دراسياً مميزاً وذلك بالإضافة للمسار الأكاديمي الذي يدرسه الطالب فإنه يتم إعداده مهنياً وذلك بتطبيق ما درسه نظرياً في الحياة العملية، حيث يتم إرساله للتدريب عملياً في حقول الإرصاد الجوية المختلفة المتوافرة في أقسام المركز الوطني للأرصاد والزلازل ومكاتب الأرصاد الجوية في مختلف مطارات الدولة؛ كأقسام التنبؤات الجوية والتنبؤات العددية وغيرها.
خريجون أكفاء
وأوضح الدكتور فلاح الدلابيح قسم الأرصاد الجوية في البوليتكنيك أبوظبي أن هذا التنوع في العلوم والمعرفة لطالب الأرصاد الجوية يمنحه القدرة على إتمام دراسته في التخصص بنجاح.
وفيما بعد مساهمته في أن يكون قادراً على تحمل المسؤولية والمساعدة على اتخاذ القرارات التي أحياناً تكون مصيرية كإجلاء سكان نتيجة لتأثر منطقتهم بإعصار مداري أو التعرض لفياضانات أو غيرها أو مثلاً، إيقاف حركة الملاحة الجوية بسبب وجود أو توقع ظروف جوية خطرة ممكن أن تؤثر في أمن وسلامة الطيران.
وقال: أما المواد التي يدرسها الطالب في مجالات الأرصاد الجوية فتتدرج من دراسة المبادئ والأساسيات في علم الأرصاد الجوية ومن ثم مواد الرصد الجوي كالأجهزة وطرق الرصد وتشفير وإرسال البرقيات ذات العلاقة، أما فيما بعد فإنه يدرس مواد فيزياء الجو التي تمكنه من التحليل بناء على أساس رياضي وفيزيائي، حيث إنه يجب التنويه هنا بأن علم الأرصاد الجوية مبني على أساس علمي بحت لا يقبل التخمين وإنما بدراسة للظروف الجوية ومعرفة أسباب تشكلها والقوى المؤثرة فيها وتطورها وطرق حركتها وانتقالها والوقت الذي تحتاجه للوصول إلى منطقة معينة وقوتها حين وصولها وغير ذلك.
تحليل الطقس
وأشار الدكتور الدلابيح: بعد انتهاء الطالب من دراسة هذه المواد التي تمكنه من فهم فيزياء الجو يبدأ بدراسة مواد تحليل الطقس والتنبؤ به، ويستمر الطالب بأخذ هذه المساقات إلى حين أن يتخرج في هذا البرنامج، وتعادل فترة التدريب العملي ما يقارب عاماً دراسياً كاملاً من أصل أربع سنوات لطلبة البكالوريس، هذا ويضاف إليها العديد من المختبرات ودروس التدريب العملي الذي تحتويه كثير من المساقات التي يدرسها الطالب، ويتوج عمل الطالب في السنة الرابعة بمادة التنبؤات الجوية التي يتم فيها تمحيص أداء ومهارات الطالب في إظهار قدرته على أعداد النشرات الجوية، يضاف لذلك مشروع التخرج الذي يتعلم فيه الطالب طرق وأساليب البحث العلمي التي تمكنه من استخدام مهاراته والمعرفة التي اكتسبها خلال مراحل دراسته في برنامج البكالوريس لحل مشكلة أو تفسير ظاهرة أو ما إلى ذلك، إضافة للفوائد التي يجنيها الطالب من العمل ضمن الفريق وتوزيع العمل والمساعدة فإن المشروع يمكن الطالب من اكتساب المهارة الكافية للعمل في قسم البحث العلمي في المركز الوطني والمشاركة في المؤتمرات والندوات التي تناقش قضايا الساعة في الأرصاد الجوية كالتغيرات المناخية وظواهر الاحتباس الحراري ومشكلة الأوزون وتلوث الهواء وغيرها، إن مشروع التخرج وقبل ذلك حالات دراسية أو مشاريع مصغرة في الكثير من المساقات التي يدرسونها يعتبر فرصة ثمينة للطلبة الطامحين لمتابعة دراساتهم العليا وذلك باكتساب المهارات الكافية التي تسهل عليهم خطواتهم التالية.
وأكد عبدالله المندوس المدير التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أنه في إطار الخطة الاستراتيجية لإمارة أبوظبي فإن المركز يسعى لاستقطاب أفضل العناصر البشرية المواطنة لتأسيسها وتأهيلها في مجالي الأرصاد الجوية والزلازل، مشيراً إلى الحاجة الحالية لنحو 38 متخصصاً منهم 12 في التنبؤات العامة والبحرية و6 في تنبؤات الاستمطار، 7 في مطار أبوظبي و8 في مطار دبي و5 لبقية المطارات، في التنبؤات العددية، الأبحاث، المناخ وجودة الهواء، الأجهزة والصيانة، القوات المسلحة.
كفاءة وتصميم
آمنة ماجد الزعابي بالسنة الثانية تخصص علوم أرصاد جوية في البوليتكنيك أبوظبي قالت: الصدفة قادتني للالتحاق بهذا التخصص فقد علمت بأنه مطلوب طلبة وطالبات على أن تكون لغتهم الإنجليزية قوية للالتحاق بتخصص جديد لم نكن نسمع عنه من قبل هو الأرصاد الجوية، فتقدمت بأوراقي واجتزت الشروط المطلوبة وبدأت الدراسة، لم يكن يدور بخلدي أن أشعر بتلك المتعة في دراستي لهذا التخصص فقد أيقنت أنني اخترت المجال الصحيح الذي يناسب ميولي وقدراتي.
اختصاصي أرصاد
وقال الطالب عبدالله جاسم البحري أن تخصص الأرصاد الجوية أكثر من رائع لأنه حسب رأيه يعتمد على الرياضيات والفيزياء وهذا سيتيح له الفرصة كاملة ليكون اختصاصي أرصاد جوية وعالماً في هذا المجال.
تخصص جديد
وقال الطالب عبدالله محمد: شجعني للالتحاق بهذا التخصص أنه جديد في الدولة ومطلوب وقد تعرفت إليه من خلال عدة مواقع على شبكة الإنترنت ورغم أن مجموعي في الثانوية العامة كان 90% ويؤهلني الالتحاق بتخصصات أخرى كثيرة إلا أنني اخترت هذا التخصص عن اقتناع ولم أندم على هذا القرار بعد دراسة المواد المقررة بل على العكس وجدت أنه من أروع التخصصات ومن أهمها وهذا يدفعني لاستكمال دراستي العليا بعد التخرج ومع التحاقي بالعمل في التنبؤات الجوية.
جهد وتركيز
وأكدت الطالبة مريم عيسى بالسنة الأولى أهمية تخصص الأرصاد الجوية وحاجة الدولة لمواطنين متخصصين في هذا المجال.
وقالت الطالبة أميره البلوكي بالسنة الأولى إنه تخصص نادر في جامعات الدولة وشائق في رأيي يجب على الطلبة التوجه لدراسة تلك التخصصات النادرة لأن الطلب عليها في المستقبل سيكون كبيراً فأنا أمامي العديد من الاختيارات بعد التخرج إما العمل في المركز الوطني للأرصاد أو في أحد المطارات.