كشف حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم عن توجه الوزارة قريباً لإطلاق مشروع منظومة إلكترونية تختص بشؤون الطلبة، تتصل بشكل مباشر مع مختلف التفاصيل الحياتية والأكاديمية والمهاراتية لكل طالب في المدرسة الإماراتية، بحيث توفر قاعدة بيانات متخصصة وشاملة ترتبط بمجتمع الطلبة.
وهو بدوره ما سيسهم في توفير معلومات متخصصة تساعد الوزارة على الخروج ببرامج ومشاريع ومبادرات طموحة تحقق أهدافاً تربوية مهمة، بجانب دفع ميول الطلبة قدماً، ودعم توجهاتهم الأكاديمية بناء على ما يتملكونه من مهارات وقدرات ومواهب وإمكانات شخصية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حضوره الورشة التعريفية الخاصة باستراتيجية وزارة التربية والتعليم 2021/2017 والتي نظمتها الوزارة الأسبوع الماضي، بحضور الدكتور محمد المعلا، وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية، والمهندس عبد الرحمن الحمادي، وكيل وزارة التربية والتعليم للرقابة والخدمات المساندة، والوكلاء المساعدين، ومديري الإدارات، والمناطق التعليمية، ومديري النطاق في إمارة أبوظبي.
ترسيخ الأطر الداعمة
استهل الحمادي كلمته بالتأكيد على أهمية تعزيز الأدوار وعمل فرق العمل في مختلف القطاعات وترسيخ الأطر الداعمة لاستراتيجيات الوزارة المستقبلية، موضحاً أن الشفافية والتنسيق والتكامل من الأمور الكفيلة بإرساء أفضل الممارسات التعليمية وترجمة التطلعات إلى رؤى ومن ثم برامج عمل تحقق الفاعلية في أداء المؤسسة التعليمية الواحدة، لاسيما منظومة الرقابة المدرسية الجديدة، بما ينعكس إيجاباً على مستوى المدرسة الإماراتية.
وإزاء ذلك، وجه القيادات التربوية والموظفين وعناصر الميدان إلى ضرورة الحضور الذهني والفكري والاصطفاف خلف رؤى وتوجهات الوزارة، عبر التركيز على مختلف القضايا التربوية والعمل بشكل أكثر فعالية وديمومة في المنظومة التعليمية، بجانب التحلي بالإيجابية والشفافية، والعمل بجميع المقترحات والتصورات التطويرية للتعليم التي من شأنها تكريس أفضل الممارسات التعليمية والنظم الإدارية والسياسات التربوية بما يسرع من وتيرة الإنجاز وتحسين مؤشرات التعليم، مؤكداً أن التعليم وجودته مرتبطان بما يقدمه عناصر الميدان التربوي من خلاصة الأفكار الرائدة، وفق منظومة العمل المبنية على التعاون الجماعي وبناء شراكات حقيقية مثمرة مع مؤسسات التعليم والجهات الداعمة المدنية والخاصة.
أبرز ملامح الخطة
استعرضت الورشة التعريفية، أبرز ملامح الخطة الاستراتيجية للوزارة 2021/2017، فضلاً عن مناقشة ملامح الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي والتعريف بدور قطاع الرعاية والأنشطة، وقطاع المناهج والتقييم، وقطاع الرقابة وقطاع العمليات المدرسية في المنظومة التعليمية، كما تم تقديم عروض تعريفية عن منظومة «رخصة المعلم».
بداية، قدم سالم القريني مدير إدارة الاستراتيجية والمستقبل عرضاً موجزاً عن أبرز موجهات الخطة الاستراتيجية للوزارة وهي رؤية الإمارات ومئوية الإمارات والأجندة الوطنية والاستراتيجية الوطنية للابتكار.
وتطرق الدكتور حمد اليحيائي، الوكيل المساعد لقطاع المناهج والتقييم إلى المسارات الأكاديمية والمهنية التي تتيحها المدرسة الإماراتية للطلبة وما قامت به الوزارة من تطوير للمناهج ومصادر التعلم والحلول التعليمية وذلك للارتقاء ببيئات التعلم، والعمل على تطوير وإكساب الطلبة معارف علمية متطورة تمكنهم من اكتساب أدوات عصرهم.
ومن جانبه أفاد الدكتور علي اليافعي، مستشار وزير التربية والتعليم في المجال التقني أن وزارة التربية والتعليم تعمل حاليا على ربط كافة مدارس الدولة بمركز بيانات التعليم الذي طورته الوزارة مؤخراً، وذلك لإتاحة كافة خدمات التعلم الذكي لجميع المدارس دون الاعتماد على الإنترنت.
وكشف خلال حديثه عن مشاريع الوزارة القادمة أن الوزارة تعمل على إدخال تقنية التعلم عن بعد في مراكز تدريب المعلمين والمدارس كذلك، بحيث يتسنى للمعنين متابعة شؤونهم وتلقي المحاضرات والدروس عن بعد، كما تعكف الوزارة على إنشاء مركز للبيانات من خلال منصة «عنكبوت» التابعة للوزارة مبيناً أن الوزارة لديها تطبيقات ذكية تمكن أولياء الأمور من متابعة تحصيل أبنائهم ومعرفة كافة التفاصيل الخاصة بالطالب في مسيرته الأكاديمية.
ولفت إلى أن الوزارة تعمل على بلورة منظومة تعلم ذكي رائدة على المستوى العالمي، بحيث يتم تعميمها على كافة مناطق الدولة، مضيفاً«لدى الوزارة برنامج يعرف ببرنامج النضج الإلكتروني، يمكننا من التعرف على واقع التعلم الذكي في مدارسنا لكي نعمل على تطويره، كما أن الوزارة حازت جوائز عدة لبلورتها هذا البرنامج واستخدامه بشكل فعال».
تمكين الأجيال المقبلة
واستعرض الدكتور فيصل الحمادي، مستشار وزير الدولة لشؤون التعليم العالي، الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي 2030 والتي تقوم على تمكين الأجيال المقبلة من مواصلة مسيرة ريادة الدولة من خلال ما يمتلكونه من علوم ومعارف.
وقدمت حصة الوهابي، مدير إدارة الاختبارات الوطنية والدولية عرضاً عن خطة عمل اختبار الإمارات القياسي وما يوفره من معلومات دقيقة عن مستويات تحصيل الطلبة فيه وما يترتب على ذلك من خطط تطورها الوزارة للارتقاء بأدائهم.
وتحدثت زهرة هاشم، مديرة إدارة مناهج الطفولة المبكرة والصفوف الأولى عن أبرز الأولويات التي أفردت لها الوزارة اهتماما خاصا في هذه المرحلة العمرية.
مهارات متنوعة
استعرض المهندس خلفان المراشدة، مدير إدارة تطوير المهارات في قطاع الرعاية والأنشطة جهود الإدارات التي يتكون منها القطاع وهي إدارة تطوير مهارات الطلبة وإدارة الصحة واللياقة البدنية وإدارة التربية الخاصة وإدارة الإرشاد الأكاديمي والمهني وآليات عملها لخدمة المسيرة التربوية للطلبة لافتاً إلى أن القطاع أطلق العديد من المبادرات والمشاريع التي من شأنها إكساب الطلبة مهارات متنوعة وفي الكثير من المجالات لا سيما التصنيع الرقمي وصناعة الروبوت ومبادرة روائع التي تهتم بجوانب الموسيقى والرسم والتراث والمسرح وتكريسها لدى الطلبة من خلال ممارستها.
ونوه المراشدة بأن إدارة التربية الخاصة تعمل على إنشاء 15 مركزا في مختلف مناطق الدولة لتعليم أصحاب الهمم وتزويدها بما يلزم لتقوم بدورها على أكمل وجه بما يضمن إدماج تلك الشريحة من الطلبة مع أقرانهم، وذلك تحقيقا لرؤية الوزارة في إتاحة تعليم دامج لكافة الطلبة.
معايير جودة عالمية
تطرق خالد الملا، مدير إدارة الرقابة التعليمية في التعليم العام في قطاع الرقابة إلى مجمل الأدوار الرقابية التي يقوم بها القطاع في كافة مفاصل المنظومة التعليمية، مبيناً أن المعايير الرقابية التي تطبقها وزارة التربية والتعليم معايير جودة عالمية تواكب مستهدفات منظومة التعليم الحديثة في الدولة، سواء في قطاع التعليم الحكومي أو الخاص.
وشرحت روضة المر، مديرة إدارة التراخيص المهنية أبرز ملامح منظومة«رخصة المعلم» التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم مؤخراً وتستهدف المعلمين على عدة فترات، وبينت أن المنظومة جاءت بناء على الأهمية البالغة التي أولتها وزارة التربية والتعليم للمعلمين ودورهم المحوري في المنظومة التعليمية، إذ تتكامل رخصة المعلم مع الحاجة المستمرة لتطوير قدرات ومهارات المعلمين في الدولة.