Quantcast
Channel: تربية و تعليم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 946

مشاريع لا طلابية

$
0
0
محمد رباح

لطالما اشتكى الطلبة من جمود اليوم الدراسي، الذي يجدون أنفسهم أمام طول ساعاته متسمرين على مقاعدهم داخل الفصول، يصغون بقوى تكاد تكون منهكة إلى شرح المعلمين، الذين يختلف أسلوب أحدهم عن الآخر، ما قد يبعث الضجر في نفوسهم.
هذه الحقيقة الظاهرة للعيان، تلقفتها وزارة التربية والتعليم مبكراً، وعملت على كسر رتابة اليوم الدراسي؛ عبر أنشطة لا صفية، تبعث في نفوس الطلبة شيئاً من الراحة، وتحفزهم على طلب العلم، فأوعزت إلى إدارات المدارس، اعتماد مبدأ التعليم بالمشاركة، القائم على تكليف الطلبة بمشاريع تحفزهم على الإبداع، وتستكشف ميولهم.
تلك الدعوة، التي كان من المفترض على الإدارات المدرسية، العمل على إنجاحها، ضلت طريقها، عبر ارتجالية المعلمين، الذين من الواضح أنهم لا يملكون من المرونة الشيء الكافي للتعامل مع الطلبة ومشاريعهم داخل جدران الفصول الدراسية، وعوضاً على أن تتحقق الفائدة من مبادرة تعليمية؛ وضعت نصب أعينها اكتشاف مواهب الطلبة والترفيه عنهم، تحولت إلى همٍ يُؤرق أولياء الأمور أسبوعياً، حين يدخل عليهم أبناؤهم بفكرة مشروع كُلفوا بإنجازه في منازلهم، وإحضاره عند الانتهاء منه إلى الفصل، وعرضه لنيل درجة، يتوقف تقديرها على مدى كمالية المشروع، الذي كُلفوا به.
المشاريع الطلابية بكل بساطة يمكن توصيفها بسهولة باللاطلابية؛ حيث يتولى تنفيذها إما أولياء الأمور، الذين يملكون متسعاً من الوقت لذلك، أو مكتبات أخذت على عاتقها تنفيذ أي مشروع؛ نظير مبالغ مالية تتراوح بين 200 إلى 500 درهم.
الطلاب من الأسر ميسورة الدخل يضطر أولياء أمورهم إلى توفير متطلبات شراء مستلزمات مشاريعهم على حساب أغراض ومستلزمات المعيشة، وفي حال رفضوا الانصياع إلى طلبات أبنائهم، يضطر الطالب إلى الغياب عن المدرسة حتى لا يطالب بالمشروع.
وزارة التربية والتعليم، التي لطالما ألزمت المعلمين في المدارس الحكومية والخاصة، بتنفيذ جميع الأنشطة داخل المدرسة والغرف الصفية، وعدم تحويلها إلى أنشطة لا صفية «منزلية»، مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، بوضع حد إلى هذه التجاوزات، بعد أن تزايدت شكاوى أولياء الأمور من غلو المدارس في طلباتها، وعليها التأكيد على مديري المدارس، بعدم قبول أي مشروع ينفذه الطالب خارج نطاق المدرسة، فضلاً عن عدم احتساب درجات على مثل هذه المشاريع.
إذا كان من الصعوبة بمكان فرض رقابة على الإدارات المدرسية لمتابعة طلباتها فلا أقل من إعادة النظر في الأنشطة المدرسية؛ بحيث تكون اختيارية، من مبدأ تساوي فرص التفوق؛ حيث غالباً ما يحصد الطالب ميسور الحال درجة عالية بقدر مستوى مشروعه، على عكس الطالب الفقير، ومنعاً لحدوث مثل هذه الأمور؛ يجب تخصيص حصة نشاط تنجز فيها مثل هذه المشاريع والأنشطة تحت إدارة ورقابة المختصين.

pressrabah@hotmail.com


Viewing all articles
Browse latest Browse all 946

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>