أبوظبي: عبدالرحمن سعيد
كثفت جامعات حكومية وخاصة في أبوظبي، جهودها لخلق بيئة تحفيزية للطلبة الجدد لمساعدتهم على الانخراط في الحياة الجامعية، عن طريق إنشاء مراكز داخلها تهدف إلى تزويد طلابها بمجموعة شاملة من استراتيجيات التعلم الذكي المصممة خصيصاً لمساعدتهم على التفوق أكاديمياً، وأخرى لتعزيز ثقافة الابتكار وترسيخها في التعليم والبحث والعمليات.
وأكد عدد من مديري جامعات أبوظبي، أهمية توفير بيئة تعليم تحفيزية ترتكز على التنوع؛ لترسيخ دور الطلبة الجدد في العديد من المبادرات والمشروعات الجامعية المهمة، مبينين مدى حرصهم على تنظيم المسابقات والأحداث الرياضية والفنية والعلمية والاجتماعية؛ لتمكين الطلبة من إبراز إبداعاتهم ومواهبهم في مجالات عدة.
برنامج «يا هلا»
وقالت الدكتورة عبير الراسبي، مديرة إدارة القيادة الطلابية بجامعة زايد: «أطلقت الجامعة سلسلة من البرامج التي صممتها إدارة القيادة الطلابية بالجامعة لإثراء الحياة الدراسية والأكاديمية بزخم من الأنشطة اللاصفّية، التي تساعد على تحفيز التميز الطلابي، وتنشيط فعاليتهم القيادية، وذلك عن طريق تعزيز انخراطهم في الحياة الجامعية، من هذه البرامج: برنامج «يا هلا»، الذي يرحب بالطلبة القدامى بالجامعة ويقدمهم إلى الطلبة الجدد.
والجامعة توفر منصة للتعليم الذاتي والذكي والتعليم عبر التطبيق الهاتفي، أو عن طريق المنصة التعليمية الذكية، التي توفرها عبر الموقع الإلكتروني «Zayed University Virtual Bridge»، والذي يضم بعض المساقات الدراسية في مجالات التربية واللغة الإنجليزية، وإدارة المشاريع ومواضيع أخرى؛ بحيث يتمكن الطالب من التعلم بذاته من دون الرجوع إلى الأكاديمي.
مركز النجاح
وقال البرفيسور وقار أحمد، مدير جامعة أبوظبي: أنشأت الجامعة، مركز النجاح الأكاديمي، الذي يهدف إلى تزويد طلبتها بمجموعة شاملة من استراتيجيات التعلم الذكي المصممة خصيصاً لمساعدتهم على التفوق أكاديمياً، وكذلك مركز الابتكار، الذي يهدف إلى تعزيز ثقافة الابتكار وترسيخها في التعليم والبحث والعمليات ونقل الخبرات إلى المجتمع المحلي، وعملت على تأسيس مجلس للطلبة بمكتب مخصص لأعضائه؛ حيث يمكن للطلبة زيارة المكتب وبحث ومناقشة أي قضايا يمكن للمجلس المشاركة في حلها أو تحسينها، كما قامت الجامعة بإشراك الطلبة في جميع اللجان الجامعية.
والجامعة تعمل على تنظيم المسابقات والأحداث الرياضية والفنية والعلمية والاجتماعية؛ لتمكين الطلبة من إبراز إبداعاتهم ومواهبهم في مجالات عدة بما في ذلك مسابقة «بناء الجسور لمهندسي المستقبل» ومسابقة «بحوث طلبة الجامعات» وجائزة مدير الجامعة للابتكار، إضافة إلى الجانب الترفيهي والإبداعي، مثل: مسابقة مواهب جامعة أبوظبي ومعرض نوادي الطلبة.
وبالنسبة للطلبة الخريجين، فتطرح الجامعة مساقاً إلزامياً للتدريب، الأمر الذي يتيح للطلبة الحصول على خبرات عملية وتعزيز مهاراتهم الأكاديمية.
ضرورة لا خلاف عليها
وقال الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض لجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا إن التعليم الذكي أصبح ضرورة لا خلاف عليها ضمن منظومة التعليم، من خلال استغلال التكنولوجيا كجزء من العملية التعليمية وطرق التدريس الحديثة، مشيراً إلى أن الكتب التقليدية، أصبحت بالنسبة لطلبة الجيل الجديد مثل المخطوطات، فيما تعد لوحة التعليم وأداة الكتابة عليها غير ملائمة لأدوات العصر الحديث.
واستقطاب وتحفيز «ما يسمى بجيل الآيباد»، يأتي من خلال استخدام هذه التقنيات الحديثة المتوفرة بين يديه الآن، مشيراً إلى أن مختلف الأدوات التكنولوجية في تغير وتحديث مستمر، لذا أصبح مواكبة قطاع التعليم لهذا التغير المستمر ضرورة حتمية، فيما يكمن التحدي الأكبر في تهيئة الكوادر التعليمية؛ ليكونوا ملمين بالتقنيات الحديثة؛ لأن الجامعات مهما بذلت من جهود لتدريب وتأهيل وتطوير مهارات كوادرها ستظل هناك فجوة بين الأجيال، خاصة أن الطلبة في الفئات العمرية الأولى أصبحت التقنيات جزءاً من تعليمهم اليومي.
بيئة مريحة للدراسة والإقامة
وقال علاء حسن، مدير إدارة التسجيل في جامعة باريس السوربون أبوظبي: «تعمل الجامعة على أن تستثمر كافة جهودها لتحفيز الطلبة؛ حيث خصصت مجلساً للطلبة يعنى بالعمل على تعزيز بيئة مريحة للدراسة والإقامة للطلبة ويسعى إلى استضافة مجموعة متنوعة من الفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية شهرياً، علاوة على ذلك، ينظم مجلس الطلبة نشاطات توعية مجتمعية بشكل متواصل وفعاليات رياضية، والعديد من الفعاليات التي تُحاكي اهتمامات الطلبة المختلفة، بهدف تعزيز روح الجماعة والمشاركة بين الطلبة والترويج لحياة صحية سليمة، كما يمكن للطلبة الانتساب بمجموعة من النوادي الرياضية وتمثيل الجامعة في الفعاليات والأنشطة الرياضية في الدولة وفي أوروبا».
وتم تأسيس مجموعة من النوادي الاجتماعية، التي تسعى إلى تعزيز الهوية الوطنية بين الطلبة من مختلف الجنسيات، من بينها: النادي الإماراتي والنادي الفرنسي والنادي الإيطالي والنادي الروسي؛ لتحفيز الطلبة على الدراسة.