لم يعد التعليم الذكي مفهوماً علمياً جديداً، ورفاهية زائدة، بل أصبح ضرورة يفرضها التطور التقني الحاصل في العالم، والذي يحتم التحول الجذري من نظم التعليم والمفاهيم التقليدية إلى النظم المتطورة والذكية، للارتقاء بجودة التعليم، وبيئة المدارس، وجودة مخرجاتها التعليمية، والنهوض بمفهوم التعليم، وتقديم نقلة نوعية في مسار العملية التعليمية بهدف خلق بيئة تعليمية جديدة في المدارس لتهيئة الأجيال الناشئة، وتمكينها من أدوات العصر لضمان مواكبة التطور والتقدم في جميع قطاعات المجتمع.
ويستند التعليم الذكي إلى منهجية متكاملة لتوظيف النظم الإلكترونية والاتصالية، والتكنولوجيا المتطورة، في إحداث تغيير إيجابي في منهجيات التعليم التقليدية، وخلق بيئة تعليمية نوعية محفّزة لبناء مهارات الإبداع والابتكار.
إن استخدام التقنية في التعليم الذكي يساعد على تغيير الطرق التقليدية في إيصال المعلومات، والانتقال بالمناهج والمواد التعليمية من الأطر التقليدية والصور النمطية المألوفة للكتب المدرسية، إلى المناهج الإلكترونية التفاعلية.
يحظى التعليم في دولة الإمارات باهتمام كبير من قبل قيادتنا الرشيدة التي سخّرت جميع الإمكانات لتطوير المحتوى التعليمي والمناهج الدراسية، والاستثمار في الأجيال الجديدة علمياً، ومعرفياً.
وشهدت دولة الإمارات على مدى السنوات القليلة الماضية تحولات كبيرة، وتطوراً واسعاً في تطوير منظومة التعليم والاستفادة من التكنولوجيا لتحسين جودة ومخرجات التعليم في الدولة.
إن الإبداع في صناعة المعرفة يحتم علينا الاستمرار في تقديم الإمكانات لدعم العملية التعليمية، والوقوف على أبرز التحديات الناشئة والفرص الواعدة للوصول بقطاع التعليم الذكي إلى مستويات متقدمة من التميز، كما يجب علينا أن نوفر أفضل الوسائل التعليمية لأبنائنا، وأن نقدم لهم الدعم في سبيل تنمية مهاراتهم في المجالات التي يبدعون فيها، وأن نساهم في تطوير منظومة تعليم متكاملة لتكييف دراسة الطلاب على أساس إمكاناتهم.
الحارث الموسى