ستة أسابيع تفصلنا عن بدء امتحانات الفصل الدراسي الأخير للعام الحالي التي سيخوضها طلبة الصف الثاني عشر بقسميه العلمي والأدبي في 29 مايو/أيار المقبل، بدلاً من 12 يونيو/حزيران 2016، ويعيش الطلبة منذ انطلاق الفصل الدراسي الثالث في سباق مع الزمن، كما تعاني الهيئات التدريسية ضغوطاً نفسية لاستكمال شرح المنهاج المقرر لهذا الفصل الذي يعتبر من أقصر الفصول الدراسية، على الرغم من قيام وزارة التربية والتعليم بحذف أجزاء من المناهج الدراسية لطلبة الصف الثاني عشر الفصل الأخير، إلا أن مسألة السباق في استكمال شرح المنهاج للطلبة ستكون واردة بلا شك.
أشار عدد من التربويين إلى أن تقديم مواعيد الامتحانات واختصار مدة الفصل الدراسي الحالي سيؤدي حتماً إلى تسريع شرح الدروس داخل الفصول الدراسية وسلق المناهج للانتهاء من تدريس جميع الموضوعات المقررة على الرغم من حذف أجزاء منها، لافتين إلى أن عدد أيام الدراسة المتبقية من هذا الفصل بالكاد تكفي لشرح تلك الدروس المحددة مؤخراً.
ذبح المنهاج
وعلق عمر عبدالعزيز نائب مدير مدرسة خليفة بن زايد الثانوية فقال: إن قرار وزارة التربية والتعليم بتقديم موعد الامتحانات إيجابي وسيؤدي إلى فوائد جمة على مردود الطلبة في الامتحانات خاصة مع خوضها قبل شهر رمضان المبارك، ولكن أيام التمدرس في هذا الفصل قليلة وستؤدي إلى سلق المناهج الدراسية على الرغم من حذف بعض أجزاء من موادها.
وأشار إلى أن المعلمين سيكونون في سباق مع الزمن لإنهاء المنهاج بالذات المواد العلمية مثل الفيزياء والأحياء، والأدبية مثل التاريخ والتربية الإسلامية، والتسرع في إنهاء جميع مقرراتها دون الالتزام بأي قواعد تربوية أو أصول لأعمال التدريس وإعطاء الدرس حقه من الشرح، مما سيؤدي إلى زيادة نسبة الرسوب بين الطلبة وعدم قدرتهم على استيعاب الدروس خلال فترة زمنية قصيرة، بالإضافة إلى انتعاش سوق الدروس الخصوصية.
برامج الدعم المدرسي
وأكدت عائشة الشامسي مديرة مدرسة عائشة بنت أبي بكر للبنات في أبوظبي أن الفصل الثالث قصير مقارنة بكثافة المواد الدراسية، ولكن حذف بعض المقررات يخفف عن كاهل الطالب والمعلم بصورة واضحة، مشيرة إلى أن إدارة المدرسة خصصت حصة دراسية تتراوح ما بين 15 إلى 20 دقيقة يومياً قبل الطابور الصباحي لشرح المواد العلمية لطالبات القسم العلمي في المدرسة.
حصص إضافية
وقالت أمينة الماجد مديرة مدرسة أم عمار الثانوية إنه بسبب ضيق الوقت ارتأت إدارة المدرسة ضمن خطتها الاستراتيجية تخصيص حصص إضافية لطالبات الصف الثاني عشر بقسميه العلمي والأدبي يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، وذلك منذ بداية الفصل الدراسي الثالث لشرح المواد العلمية والرياضيات والتاريخ والتربية الإسلامية، وقد التزم أولياء الأمور بإحضار بناتهم إلى المدرسة والعودة بهن إلى منازلهن، بالإضافة إلى فتح فصول التقوية وتحسين المستوى لطالبات المدرسة الصفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر.
إرباك شديد
وأضاف أحمد زكريا مدير مدرسة خاصة أن قصر المدة الزمنية للفصل الثالث ظاهرة سنوية تسبب إرباكاً شديداً في خطة المناهج الدراسية سواء لدى الطالب أو المعلم خاصة وأن حجم الدروس لا يتناسب مع الفترة الزمنية المتبقية من هذا الفصل لكي ينهي المعلم منهجه الدراسي قبل بدء موعد الامتحانات، كما أن ذلك يجعل الطالب مضغوطاً بفهم ومراجعة كم كبير من المنهج في وقت قصير حتى يتمكن من تحصيل المادة العلمية كلها.
دروس دسمة
أما سليم سالم وفتحي أحمد معلما الرياضيات فقد أعربا عن عدم رضائهما عن أيام التمدرس في الفصل النهائي كونها لا تتناسب وكمية الدروس المقررة، مشيرين إلى أن المعلم لن يتمكن من إنهاء منهج يشمل دروساً دسمة كالفيزياء والكيمياء والرياضيات في أقل من شهر على الرغم من حذف بعض أجزاء من الدروس المقررة للفصل الحالي، لافتين إلى أنه بالتأكيد سيحدث سلق للمناهج أو المرور السطحي عليها والضحية في الأخير الطالب.
وقالت معلمة الكيمياء سماح محمد إن الوزارة عملت اللازم في حذف بعض أجزاء الدروس المقررة لهذا الفصل ولكن هل الفترة ستكفي لشرحها للطالب، خاصة وأن هذا الفصل قصير وتم تقديم امتحاناته نحو 13 يوماً أي ما يقارب أسبوعين، مما يزيد الطين بلة؟
وقال عبد الحكيم عصفور معلم تاريخ أن الفصل الدراسي الأخير غالباً ما يشهد تحديات للمعلم تضطره إلى الإسراع في شرح الدروس للطلبة للانتهاء من المناهج وهذا يصعب مهمة الطالب في مذاكرتها والامتحان فيها، حيث إنه لا يحصل على الشرح الكافي لها والتدريب على نماذج كثيرة عليها تساعده على حل أسئلة الامتحان التي شهدت تطوراً في أعدادها وأصبحت تعتمد على التركيز والفهم لا على التلقين والحفظ.
أمر صعب
وقال ولي أمر الطالب محسن البريكي إن تقديم الامتحانات أمر صعب خاصة أنها تحتاج إلى الكثير من التنظيمات والترتيبات علاوة إلى حاجة الطالب نفسه لمتسع من الوقت لمراجعة المناهج والإلمام بها بسبب اعتماده الأساسي على التحصيل ذاتياً، وليس على المدرسة، مشيراً إلى أن طول المنهاج المحدد للمواد العلمية للفصل الدراسي الثالث، مقارنة بعدد أيام الدراسة يضع الطالب في سباق مع الزمن، ويحمل الهيئات التدريسية ضغوطاً لإنهاء تدريس المنهاج كاملاً قبل بداية امتحانات الفصل الدراسي الثالث في 29 مايو المقبل.
الدروس الخصوصية
وقالت أم عبدالواحد عباد إن معظم الآباء سيلجؤون إلى الدروس الخصوصية لمساعدة أبنائهم، على الرغم من أنها لا تحبذ هذه الظاهرة لما لها من خطورة على الطالب نفسه حيث أنها تفقده القدرة على التحصيل الذاتي والمراجعة الدورية والاعتماد على نفسه في البحث عن المعلومة.
الغياب المبكر لمذاكرة الدروس
قال عدد من الطلبة ل «الخليج» إن الدراسة تنتهي فعلياً في نهاية شهر مايو/أيار، ولكن بتقديم الامتحانات أسبوعين سيضطر معظمهم إلى الغياب المبكر عن المدرسة، لمذاكرة الدروس استعداداً للامتحان النهائي.
وأشاروا إلى أن عدداً كبيراً منهم يتلقى حصصاً دراسية عند معلمي الدروس الخصوصية وغالباً ما يكون هذا المعلم من مدرستهم، وذلك انطلاقاً من قناعتهم الذاتية بأن معلميهم بالتأكيد سيسلقون لهم المناهج داخل الصفوف دونما حسيب أو رقيب لقصر المدة الزمنية للفصل النهائي، مفضلين البقاء في منازلهم لمراجعة دروسهم والاستعانة بمعلمي الدروس الخصوصية.
وأكد الطالب عمر المشجري أنه يستعين منذ بداية الفصل الدراسي الأول للعام الحالي بمعلمي الدروس الخصوصية وأنه سيكثف المراجعة معهم، لضمان النجاح وتحقيق معدلات مرتفعة.