Quantcast
Channel: تربية و تعليم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 946

«التعليم الافتراضي»..سيناريوهات تغير وجهة منظومة العلم

$
0
0

تحقيق:محمد إبراهيم

«التعلم عن بعد»، أبرز ما أفرزته جائحة الفيروس التاجي «كوفيد-19»، وكعادتها كانت الإمارات ضمن أوائل الدول التي نجحت في تطبيق «التعليم الافتراضي»، لتحمي من خلاله منابر العلم، من خطورة «كورونا»، وتداعياته. نعم، مليون ومئة ألف طالب، وطالبة، في الإمارات، يتلقون تعليمهم من خلال منصات معرفية ذكية، وهناك خطط واستراتيجيات جديدة ينتظرها الميدان التربوي خلال الأيام القليلة المقبلة حول الامتحانات، ونوعية المخرجات في ظل تلك المنظومة، ولكن السؤال هنا: ماذا عن المستقبل؟ وهل سيكون «التعلم عن بعد» هو التعليم في المستقبل؟
يرى خبراء، وباحثون، وأكاديميون، ورؤساء جامعات، وتربويون، أن أزمة «كوفيد-19»، أسهمت في تمكين التعلم عن بعد، الذي بدأ يلوّح إلى المستقبل بعد النجاحات، التي حققها في المجتمعات، وعلى رأسها الإمارات، معتبرين أن التعليم الافتراضي سيناريوهات معرفية جديدة، وفعالة، تسهم في تغيير وجهة منظومة العلم في المستقبل القريب.
«الخليج» تقف مع التعليم الافتراضي، للتعرف من خلال مناقشة الخبراء، والباحثين، والأكاديميين، والتربويين، إلى مستقبل هذا الوافد الجديد، الذي حمل اتجاهات جديدة، ولقي سرعة استجابة سجلت أعلى المعدلات في تاريخ العلم.


مكاسب تعليمية


وزير التربية والتعليم، حسين بن إبراهيم الحمادي، يرى أن الإمارات كسبت الرهان، في تجربة التعلم عن بعد، الذي حقق مكاسب تربوية، وتعليمية، واجتماعية كبيرة، وتمكن المجتمع التعليمي من إدراك التغير، وتجاوز المعوقات كافة، ليصل العلم إلى أكثر من مليون ومئة ألف طالب، وطالبة، في مختلف مراحل التعليم، وهم جالسون في البيوت، موضحاً أن الإمارات أبدعت في التغييرات الأخيرة التي غيرت من خلالها وجهة التعليم في الدولة. وأكد أن التعليم الافتراضي، مرحلة جديدة من رحلة التعلم المستمرة في مختلف ربوع الإمارات، ترتكز على التقنية والتعلم الذكي، وأساليب متفردة، تواكب الحداثة، وتسخر التكنولوجيا والموارد التعليمية والأكاديمية، لخدمة الطلبة، بعيداً عن العوائق المكانية الزمانية التي تفرضها المستجدات. وأفاد بأن الوزارة تركز على تحقيق أجندة الدولة المستقبلية ومئويتها 2071، والاستثمار في الممكنات التكنولوجية، وتوظيف الإمكانات والموارد في العملية التعليمية لتكون إضافة نوعية تعزز قدرات ومخرجات المدرسة الإماراتية، وهذا ما نصبو إليه في ظل تسارع وتيرة التنافسية العالمية التي يشكل التعلم أساساً لها.


تجربة متفردة


وفي رأيها، ترى جميلة بنت سالم المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، أن التعلم عن بعد، تجربة متفردة، تجسد مسارات متنوعة لتحقيق توجهات الدولة، وأجندتها الخاصة في بناء نظام تعليمي يرتكز على التكنولوجيا، والحلول التقنية، مؤكدة أن بوابة التعلم الذكي الخاصة بالوزارة تعد منظومة تعلم متكاملة، تؤدي فيها عناصر العملية التعليمية أدوارها التربوية على أكمل وجه. وأفادت بأن التعليم الافتراضي يخلق مجتمعات تعلم، ثرية بأدوات التعلم من مناهج تعليمية، وأدوات تقنية متقدمة تضمن بيئة تعليمية تفاعلية بين الطلبة، والمعلمين، ومديري المدارس، من خلف شاشات الحواسيب،إذ يتشارك فيها الجميع في المسؤوليات والواجبات، موضحة أن الوزارة تركز على تطوير المنصة، وتحديثها، وتعزيز محتواها باستمرار، لتكون مصدراً معرفياً ثرياً وقيّماً، يلبي حاجات المتعلمين من حلول تعليمية تحاكي أفضل المعايير العالمية.


صورة واقعية


في وقفة معه، أكد الخبير خالد عبد الحميد، المستشار التربوي في موسوعة التكامل العربي الإفريقي، ل«الخليج»، أن التعلم عن بعد، يعد صورة واقعية للتعليم المستقبلي، الذي يدعو الطلبة للتعلم خارج الغرف الصفية المعتادة، مدعومين بأجهزة مختلفة، مستمعين لمعلمين من اختيارهم، مع تنوع المهارات والقدرات الطلابية. وهناك عشرة اتجاهات تحكم مستقبل التعليم في المرحلة المقبلة، تتمثل في تنوع الوقت، والمكان، والقدرة على التعلم المشخصن، «الذاتي»، وحرية الاختيار في المحتوى التعليمي، ومن يدرسه، والتعلم القائم على المشاريع، والخبرة الميدانية، وتفسير البيانات، وتغير مفهوم الامتحانات، ومركزية الطالب ليكون أكثر استقلالية، والإرشاد والتوجيه كأداة فاعلة مستدامة، والرقمنة التعلمية القائمة على المفاهيم.


حرفية عالية


وأضاف، أن الإمارات تعاملت مع جائحة فيروس كورونا بحرفية عالية، في مختلف القطاعات، لا سيما التعليم، حيث طبقت التعلم عن بعد، الذي يستحوذ على عدد من الإيجابيات، تضم المرونة، والانضباط الذاتي، وإدارة الوقت، وحسّ المسؤولية، وتطوير مهارات الطلاب الفكرية، وزيادة الدافعية نحو التعليم، وجودة المخرجات، بما يواكب المتغيرات، وتنوع مصادر التعلم، والاعتماد على النفس، وعدم الحاجة للانتقال، والتكلفة الأقل. وأفاد بأن هناك خمس سلبيات شائعة في نظام التعليم الافتراضي، ولكن يمكن معالجتها، منها عدم وجود تفاعل بين الطالب، والمعلم، وصعوبة تطبيقه في بعض التخصصات، لا سيما العملية والعلمية القائمة على التجارب، والأبحاث، مع وجود صعوبة في الالتزام، وعدم التواصل مع زملاء الدراسة، وغياب روح المنافسة التعليمية.


تنمية مستدامة


حصة الطنيجي، خبيرة في علم الروبوت، وعضو مجلس إدارة جمعية المعلمين، ركزت في حديثها على التوجه العالمي في التعليم، إذ ترى أن معظم دول العالم تتجه إلى تطبيق التعليم عن بُعد، لتطوير أنظمتها التعليمية، ومواكبة الثورة التقنية والعلمية المشهودة، لاسيما بعد النتائج المبهرة لهذا النوع من التعليم، موضحة أن الاتجاهات الحديثة والدراسات تؤكد أن التعليم الافتراضي هو التعليم المستقبلي. وحول آثاره في القطاعات الأخرى في المجتمعات، أفادت بأنها أكثر إيجابية، إذ تعزز مسارات التنمية المستدامة في مختلف المجالات، إذ يسهم التعليم الافتراضي في تنمية الاقتصاد الرقمي، وتحسين فرص تكافؤ التعليم للجميع، وإتاحة التعليم مدى الحياة، وتحسين المخرجات، وتوفير فرص التعليم والتدريب لمن هم على رأس العمل، فضلاً عن تحسين الكفاءة المالية لقطاع التعليم، وضمان المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، ووظائف المستقبل.


تجارب افتراضية


وأكدت أن نظام التعليم عن بُعد يشهد إقبالاً كبيراً في مختلف الدول التي ركزت على تطبيقه، موضحة أن هناك تجارب مر بها التعليم الافتراضي منذ عام 1887، تتبلور في تجربة مراكز التعلم الليلية، من خلال المراسلة البريدية، التي تعتمد على إرسال المواد التعليمية من المعلم إلى المتعلم من دون تفاعل بينهما، فضلاً عن تجربة التعلم عبر المذياع، أو الوسائل المسموعة، والتلفاز، التي تشكل وسائط تعليمية أكثر تطوراً، وحداثة، حيث يتم الارتكاز على علمية التعليم والتعلم على عناصر الصوت، والصورة، والحركة. وأوضحت أن تجربة التكنولوجيا الرقمية التي استندت إلى الحواسيب والشبكة العالمية للمعلومات، كانت الأقوى في ظل التجارب المقدمة حول التعلم عن بعد، إذ أصبحت في الوقت الحالي أبرز التقنيات التي ترتكز عليها نظم تعليمية كثيرة حول العالم.


محتوى معرفي


ويرى الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن عملية التعلم «أون لاين»، تركز على رفد الطالب بالمحتوى المعرفي والتطبيقي، بجودة وكفاءة من خلال المحاضرات والتطبيقات والأنشطة، مشيراً إلى أن التعليم الافتراضي تجربة جديدة، وأن الجاهزية المسبقة، تلعب دوراً مهماً في النجاح، وتبقى أهمية الاحتياجات للتطوير للتغلب على التحديات، والصعوبات. وقال إن جهود الكليات ركزت على تطبيق الاختبارات والامتحانات «أون لاين» لجميع فئات الطلبة، تعزيزاً ل «الحرم الجامعي الرقمي»، الذي تسعى من خلاله لتقديم تجربة تعلم متكاملة للطلبة بما يدعم مواصلة خطتهم الدراسية لهذا العام، من دون تأخر، أو انقطاع، موضحاً أن الكليات اعتمدت بعض التغييرات في الأدوات الاختبارية وتطويرها، بما يتناسب مع طبيعة «التعلم عن بعد» من دون المساس بتوزيع الدرجات والنسب في ما يخص متطلبات كل مساق، إضافة إلى مراعاة أدوات الاختبار «أون لاين» لطبيعة كل تخصص، وبما يضمن تحقيق معايير الجودة، والمصداقية، والموضوعية في الأداء.


منصّات وتطبيقات


من جانبها، أكدت ماري سعد، مديرة أولى في التطوير المدرسي بمجموعة جيمس للتعليم، أهمية الاستثمار، وتطوير مهارات القرن الحادي والعشرين للطلبة من خلال تجربة التعلّم بعد، وهذا ما ركزت عليه المجموعة خلال السنوات الماضية، استناداً لمبدأ التعليم مدى الحياة. وأوضحت أن التجربة عكست أهمية التكنولوجيا، وتوظيفها في حياتنا اليومية، إذ استثمرت «جيمس للتعليم» في تكنولوجيا المعارف والعلوم، في مختلف المواد للصفوف كافة، من خلال أفضل المنصّات، والتطبيقات، ما أسهم في نجاح التجربة في جميع مدارس المجموعة، فضلاً عن المستويات العالية التي جسدت قدرة أولياء الأمور على المشاركة في تعليم وتأهيل الأجيال لعصر الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 946

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>