مع نهاية العام الدراسي، وانتهاء الفصل الدراسي الثالث الذي كان مختلفاً عن بقية الفصول، نظراً للظروف الاستثنائية لجائحة كوفيد 19 وما صاحبها من إغلاق للمدارس وتطبيق التعلم عن بعد، أجرت هيئة الشارقة للتعليم الخاص، دراسة مسحية حول تطبيق منظومة التعلم عن بعد في مدارس الشارقة الخاصة من خلال استطلاع آراء الشركاء الرئيسيين (الطلبة وأولياء الأمور والمعلمون) للوقوف على مقومات هذا النجاح والتعرف أكثر إلى ملامح وخصائص هذه التجربة.
نظراً لأن التعليم عن بعد قد تم تنفيذه بسرعة وبشكل مفاجئ وعلى نطاق واسع يشمل ما يقارب 200 ألف طالب وطالبة من الروضة وحتى الصف ال 12 في المدارس الخاصة في الشارقة وعائلاتهم، كانت الحاجة كبيرة لرصد وفهم تأثير التعلم عن بعد في جودة حياة الطلبة والجوانب النفسية والصحية.
وبلغ إجمالي عدد المشاركين في الدراسة 127842 من طلبة وأولياء أمور ومعلمين في المجتمع التعليمي في الشارقة، وكشفت أن 87% راضون عن التعلم عن بعد خلال الظروف الاستثنائية للجائحة.
الرضا العام
وقالت الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، في تصريحات خاصة ل«الخليج» أن نتائج البحث والاستطلاع الذي أجرته الهيئة بينت الرضا العام «القوي» عن التعلم عن بعد وعن مستوى الخدمات التعليمية خلال أزمة كورونا، وهو ما أفاد به (82%) من الطلبة، (83%) من أولياء الأمور، أما المعلمون فقد أبدى (97 %) رضاهم التام عن تجربة التعلم عن بعد وبإجمالي (87%) بين كافة المستطلعة آراؤهم.
العينات
وتم إجراء استطلاعات الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين من 11 مايو إلى 18 مايو 2020، وشاركت 113 مدرسة من أصل 116، بنسبة (97.4% من المدارس الخاصة)، ما يؤكد تفاعل واهتمام المجتمع التعليمي مع الدراسة ويضمن توافر عينة دراسية تعكس الواقع حيث جرى استطلاع رأي 127842 من أصحاب المصلحة، منهم 59993 ولي أمر، و59013 طالبا و8836 معلماً.
وتم استطلاع أولياء الأمور الذين يمثلون 121 جنسية مختلفة من مدارس تتبع 11 منهاجاً مختلفاً.
أما الطلبة فقسموا إلى 48.5% ذكور و51.5% إناث، 14% إماراتي و86% مقيم،33% من الصفوف الابتدائية (3 إلى 5)، 33% من صفوف المرحلة المتوسطة (6 إلى 8) و34% من المرحلة الثانوية (الصفوف من 9 إلى 12).
وكانت عينة المعلمين تفوق 110 جنسيات مختلفة، معظمها من الإناث (81.3%) مقارنة بالذكور (18.7%). 19% منهم تتراوح أعمارهم بين 21 و30 عاماً، 46% من 31 إلى 40 عاماً، 27% من 41 إلى 50 و8% من 51 إلى 60 عاماً.
مستوى رضا الطلبة
وأشارت الاستبانات أن أعلى مستوى رضا للطلبة تم تسجيله في الصفوف من الثالث إلى الخامس 87% والصفوف من السادس إلى الثامن 84%. في حين لم يتم تسجيل أي اختلافات تذكر بين الطلبة الإناث والذكور.
وعند تصنيف مستوى رضا الطلبة عن جودة التعليم عن بعد حسب المناهج، أظهرت الاستبانات أن النسبة في المدارس التي تقدم المنهاج الهندي هي الأعلى مقارنة بالمناهج الأخرى (88.6%)، وأتت المدارس التي تقدم المنهاج البريطاني في المرتبة الثانية بنسبة 80.8%، تلتها المدارس التي تقدم المنهاج الأمريكي بنسبة 75.5%، وبعدها المدارس التي تقدم المنهاج الوزاري بنسبة 71.2%.
معلومات جديدة
وأكد علي أحمد الحوسني مدير الهيئة أن 83% من الطلبة أفادوا بأنهم كانوا مستمرين في تعلم معلومات جديدة أثناء فترة التعلم عن بعد، وأكدها 88% من أولياء الأمور و 98% من المعلمين وفي معدل بنسبة 85% لجميع الفئات.
وأوضحت نتائج الدراسة أن النسب تفاوتت حسب المرحلة الدراسية، حيث إن الطلبة في الصفوف من 3 إلى 5 (88%)، في الصفوف من 6 إلى 8 (87%) لكن النسبة كانت أقل في الصفوف من 9 إلى 12 (73%).
وأفادت نسبة كبيرة من الطلبة بأنهم كانوا مستمرين في تعلم معلومات جديدة في المواد الأكاديمية الرئيسية خلال فترة التعلم عن بعد بنسبة (83%) في مواد اللغة العربية و(90%) في الرياضيات و91% في العلوم واللغة الإنجليزية.
جودة حياة الطلبة
وتضمنت استبانات أولياء الأمور 5 محاور لقياس جودة حياة ورفاهية أبنائهم كما يلي: الشعور بالثقة، الشعور بالإيجابية والنشاط، الشعور بالسعادة، الشعور بالدعم خلال فترة التعلم عن بعد ومهارة إدارة الضغوط والإجهاد.
وأثبتت هذه النتائج أنه وأثناء الظروف الاستثنائية ل كوفيد-19 والتعلم عن بعد كانت نسبة كبيرة من الطلبة والأسر مرنة وجنباً إلى جنب مع المدارس في دعم الطلبة للتأكد من أنهم يتمتعون بالكفاءة الذاتية والمواقف والدوافع والسعادة والصحة.
فمن بين 5 محاور لاستطلاع جودة الحياة الطلبة، كان معدل المؤشر لجودة الحياة 82%، حيث أبلغ 85% من أولياء الأمور أن أطفالهم واثقون من قدراتهم، و86% أبلغوا أن طفلهم يشعر بالإيجابية والنشاط، و86% أبلغوا أن طفلهم يشعر بالدعم في التعلم عن بعد.
الوقت على الجهاز
أظهرت نتائج الدراسة أن معدل الوقت الذي يقضيه الطلبة على الأجهزة للتعلم عن بعد 4.8 ساعات في اليوم وكان معظم الطلبة يستخدمون الأجهزة ل 5 ساعات يومياً، 9.9% من الطلبة يقضون وقتاً أقل من المتوقع على الجهاز يومياً.
ومن ناحية أخرى، 16.9% من الطلبة يقضون أوقات أطول على الأجهزة يومياً. ويبدو أن حوالي ثلاثة أرباع الطلبة قضوا عدد ساعات معقولاً على الأجهزة أثناء دراستهم (3 إلى 5 ساعات)، وفقاً للإرشادات المعتمدة.
وأظهرت أنه بالنسبة ل 38324 طالباً الذين صرحوا بأن لديهم توازناً في أنشطتهم اليومية، فإن معدل جودة الحياة لهم كان 88%، في حين أن معدل جودة حياة ل 12400 طالب الذين صرحوا أنهم لم يوازنوا الأنشطة اليومية كان 54%.
الحضور والمشاركة
جاءت نتيجة الحضور اليومي للطلبة أثناء التعلم عن بعد «جيدً جداً»، وفقاً لما أورده 98% من المعلمين و93% من أولياء الأمور، والمشاركة النشطة للطلبة في الدروس والأنشطة عبر الإنترنت «جيدة جداً»، وفقاً لما أورده 97% من المعلمين و97% من الطلبة.
وأفادت نسبة كبيرة من الطلبة (86%) والمعلمين (97%) بأن الطلبة يشاركون في مجموعة متنوعة من أنشطة التعلم عن بعد.
أظهرت النتائج أن 89% من أولياء الأمور أفادوا بأن المعلمين يوفرون الأنشطة المناسبة لاحتياجات أطفالهم خلال فترة التعلم عن بعد، وبأن 80% من أولياء الأمور و 91 %من الطلبة أفادوا بأن شرح المعلمين مكنهم من معرفة الدروس المقدمة لهم.