Quantcast
Channel: تربية و تعليم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 946

التعليم عن بُعد.. شهادات وهمية وجامعات غير معتمدة

$
0
0
تحقيق: رشا جمال

موقع على الإنترنت وبريد إلكتروني، هو كل ما تحتاج إليه لتصبح صاحب جامعة أو معهد يمنح مؤهلات وشهادات علمية تبدأ بالبكالوريوس وتصل إلى درجتي الماجستير والدكتوراه «.. خدعة بسيطة ابتكرتها العصابات والطامعون في الربح السريع؛ لاستغلال الطلبة الراغبين في استكمال دراساتهم، بينما تحول ظروف أماكنهم أو أشغالهم دون ذلك؛ إذ يقعون ضحايا لجهات ظنّوا أنها تسهّل طريقهم إلى العلم؛ لكنها في الواقع جهات ل«التضليل» ليرتقي وصفها إلى «مافيا الشهادات الوهمية والجامعات غير المعتمدة»، التي أظهرت وجهاً سيئاً لتعليم يعاني خريجوه مشكلات كبرى تتمثل في عدم اعتراف الدولة بمؤهلاتهم، لتصبح الشهادة مجرد حبر على ورق لا يستطيع الخريج استخدامها في العمل أو حتى في استكمال دراسته.
هذه المافيا لم تسبب إساءة للجامعات والكيانات الوهمية التي تعمل لمصلتحها فحسب، وإنما طالت سمعتها السيئة بعض الجامعات التي تقدم برامج قيّمة ومعتمدة للتعليم عن بعد، وشكّلت أسوأ دعاية للطلاب الراغبين في تطوير قدراتهم ومؤهلاتهم العلمية.
طرق كثيرة تستخدم للترويج لتلك المواقع والجامعات الوهمية، إما عن طريق الإعلانات المطبوعة من قبل بعض المكاتب الوسيطة التي تعلن عن خدماتها، أو من خلال إعلانات الإنترنت المنتشرة على مواقعها الإلكترونية.
خلال جولة لـ «الخليج» على بعض من مواقع تلك الجامعات والمكاتب والإعلانات المنتشرة عنها، وجدت جملة مشتركة تمثل عنصر الجذب الرئيسي لافتراس الضحايا، وهي: «هل تريد أن تنضم لمجتمع الطلاب الدوليين؟ ما عليك إلا أن تقدم معنا للدراسة في الخارج، ونقوم بالتسجيل لك في أشهر الجامعات حول العالم».

موقع إلكتروني

عبر موقع إلكتروني يعلن مؤسسه أنه وكيل لجامعات عالمية في عدد من دول العالم، مثل: أمريكا وكندا واستراليا وبريطانيا ونيوزيلندا، ويؤكد الإعلان اعتماد تلك الشهادات وحصولها على اعتراف من الجهات المسؤولة بدولة الدراسة، كما تؤكد الإعلانات المماثلة توفير كافة الخدمات المرتبطة بالدراسة وأخرى مرتبطة بدعم الطلاب وتوثيق الشهادات وغيرها، وفيما يتعلق بأوراق القبول يؤكد المكتب أنه يقوم بتسهيل ما وصفه ب»كل شيء»، ويلخص أوراق القبول في صور شهادات التخرج والأوراق الثبوتية دون أية شروط أو قيود أخرى.
حول تنامي وخطورة هذه الظاهرة، يقول الدكتور سمير البرغوثي نائب رئيس جامعة الفلاح: «إن عملية منح الشهادات من خلال المواقع الإلكترونية تعد ظاهرة عالمية، يجب مواجهتها بداية من قبل الطالب نفسه باعتبار مسؤولية اختيار الجامعة تقع على عاتقه في المقام الأول»، والأخذ بالاعتماد الأكاديمي يعد مسألة هامة للغاية؛ لكي لا يضيع وقت ومجهود الطالب العلمي هباء، وحتى لا يجد شهادته مجرد حبر على ورق.
إن وزارة التربية والتعليم لطالما حذرت الطلبة من فخ الوقوع كضحايا لتلك الجامعات؛ بل ووفرت أكثر من طريقة يتأكد من خلالها الطالب من اعتماد الجامعة، مثل: خدمات الإفادة في الوزارة وغيرها؛ لكن للأسف بعض الطلبة يتواصلون مع مثل هذه الجامعات رغم إدراكهم احتمالية عدم اعتماد أو قبول شهادتها.
وأسباب اتجاه بعض الطلبة للتعليم غير المعترف به، تعود إلى الاستسهال في أغلب الأحيان، وعدم رغبة الطالب في خوض اختبارات القبول المقررة في الجامعات المعترف بها، إلى جانب ارتفاع أسعار الدراسة في بعض الجامعات الأخرى.

تجارة للوهم

من جانبه، وصف الدكتور عبد الرحيم الصابوني، عميد كلية الإمارات للتكنولوجيا، إعلانات الحصول على الشهادات الإلكترونية من جامعات على الإنترنت، بأنها «تجارة للوهم»، داعياً إلى تضافر كافة الجهود لحماية المجتمع من هذه الظاهرة.
وقال: تنامي هذه الظاهرة تسبب في التشويش على الطلبة، وعلى بعض الجامعات ذات السمعة المحترمة التي تعمل في الخارج، أما الشهادات الوهمية فهي تصدر عن مواقع إلكترونية يقوم بعض الأشخاص بإنشائها بشكل غير قانوني، ويصدرون من خلال هذه المواقع مؤهلات بأسماء جامعات يختلقونها بأسماء قريبة من أسماء الجامعات المعروفة، وهذا يغري من يريد شراء مثل هذه الشهادات.
للأسف تلك المواقع لا تقدم تسهيلات فقط للدراسة؛ لكنها تعرض أيضاً بيع الشهادات مباشرة على الطلاب بعد فترات قصيرة من الالتحاق بها، وبمقابل مبالغ مالية إضافية.
وأهم أسباب الإقبال على تلك النوعية من الجامعات، يعود إلى قلة الوعي لدى الشباب وانبهارهم بفكرة الحصول على مؤهل جامعي من الخارج، دون تكبد عناء السفر أو الدراسة.

الدورات المكثفة

فيما قال الدكتور فايز الصفدي أستاذ بجامعة نورث أوهايو الطبية: «إن التعليم عن بعد له شروط معينة، إضافة إلى كونه يعد نظاماً لا يصلح لجميع أشكال الدراسات»، معتبراً أنه قد يفيد في حال الدورات المكثفة التي تسهم في تطوير الذات.

تواصل وتفاعل

وهو ما أكده الدكتور غالب الرفاعي رئيس جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، بالقول: على الطالب مراجعة الوزارة والجهات المسؤولة عن مسألة الاعتماد الأكاديمي؛ لاعتباره الجانب الأهم عند اختيار الجامعة، حتى لا يضيّع الطالب وقته ومجهوده.
وبدوره اعتبر الدكتور محمد العاني عميد كلية الخوارزمي، أن شهادات الجامعات الواردة من خارج الدولة أو عبر الإنترنت لا يمكن الموافقة عليها إلا بعد التأكد من اعتمادها من وزارة التربية والتعليم في الدولة، التي توفر آليات عديدة وسهلة ليتأكد كل طالب من الاعتراف بالجامعة، كما يمكن للطلبة السؤال عن الجامعات قبل الدراسة فيها وتضييع سنوات عمرهم وإنفاق أموال لا عائد منها.

فكرة مريحة

وأكد محمد وزاني مسؤول في أحد مكاتب الوساطة المتخصصة في مساعدة الطلاب للدراسة بالخارج، أن مواقع الجامعات الوهمية والمكاتب غير المتخصصة، شوّهت فكرة التعليم عن بعد، التي وصفها ب«الفكرة المريحة والعملية» لبعض الطلبة الذين لا تساعدهم ظروفهم على الالتحاق بجامعات الخارج؛ بسبب وظائفهم أو ارتباطاتهم الأسرية.
فيما دعت مروة عبد الله، مدير التسويق في أحد مكاتب الوساطة للدراسة بالخارج، الطلبة إلى ضرورة مراجعة وزارة التربية والتعليم قبل التعامل مع أي من مكاتب الوساطة.

تباين طلابي

وتباينت آراء عدد من الطلبة حول أسباب التحاقهم ببرامج الجامعات الخاصة بالتعليم عن بعد؛ إذ اتفقوا جميعاً على أن قلة الأسعار وسهولة الإجراءات كانت عنصر الجذب المشترك لهذا النوع من التعليم، بينما اختلفوا بشأن أهمية الانتباه، والتأكد من مسألة الاعتماد الأكاديمي؛ إذ أكد بعضهم أن هذه المسألة لم تشغله وقت اختيار الجامعة، فيما شدد آخرون على أنهم بذلوا جهوداً مضنية؛ للتأكد من اعتماد جامعاتهم، ومن ثم أيقنوا أنهم على الطريق الصحيح.
الطالبة عائشة عبد الرحمن، مقيمة تدرس الماجستير عن بعد في تخصص إدارة الأعمال تقول: التحقت بإحدى الجامعات عن بعد؛ نتيجة عدم قدرتي على الالتحاق بأي من الجامعات الخاصة بشكل نظامي، ومع رغبتي وحلمي بدراسة الماجستير، وجدت في الجامعة التي التحقت بها أسعاراً معقولة، وشروطاً ميسرة للقبول، فوقع اختياري عليها دون تردد.
ولفت منصور أحمد المرزوقي، طالب ببرنامج تعليم عن بعد في إحدى الجامعات الخارجية، إلى أن أحد أهم أسباب التحاقه بالتعليم عن بعد، تعود لظروف عمله التي لا تعطيه الفرصة للدراسة بشكل منتظم، معتبراً أن مسألة التعليم عن بعد تعد «حلاً وسطاً» يستحق عناء البحث والتقصي لمن لا تسمح لهم ظروفهم بالالتحاق بالتعليم بالطريقة المعروفة.
فيما قال مهند العلي، طالب ويدرس في نفس الوقت بنظام التعليم عن بعد: إن نظام التعليم عن بعد تعرض للتشويه من قبل الجامعات الوهمية، وساعدها على الانتشار بعض الطلبة من الراغبين في الحصول على شهادات سهلة بدون مجهود؛ لكن النظام في حد ذاته ليس سيئاً وهو معترف به في عدد كبير من دول العالم؛ إذ توجد جامعات مرموقة تخصص مساقات محددة لتدريسها بنظام التعليم عن بعد، ومن ثم علينا نحن الطلبة التحري والتأني عند اختيار الجامعة.

النظرة السلبية

وقالت حصة العامري، طالبة سابقة بإحدى الجامعات الإلكترونية: التحقت ببرنامج التعليم عن بعد بإحدى الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أنها جامعة معترف بها عالمياً إلا أنني قررت عدم الاستمرار في الدراسة؛ نتيجة النظرة السلبية لخريجي التعليم عن بعد، وفضلت الالتحاق بجامعة أخرى داخل الدولة.
وأضافت: كانت لدي رغبة في السفر والتعلم بالخارج، لكن ظروفي الأسرية لم تكن مواتية، وكان التعليم عن بعد طريقة مناسبة إلا أن نظرة المجتمع تقلل منها، ما جعلني أتخوف من مواجهة أي عقبة في معادلة الشهادة مستقبلاً.

الالتحاق بالجامعات

قال سيف المزروعي مستشار وزير التعليم العالي، إن مسألة الاعتماد الأكاديمي مسألة مهمة للغاية وعلى الطلبة الرجوع إلى وزارة التربية والتعليم؛ للحصول على إفادة قبل الالتحاق بالجامعات خارج الدولة، للتأكد من أن المؤسسة التي يرغب الطالب الالتحاق بها، يمكن معادلة شهادتها وكذلك التخصص الذي يرغب الطالب بدراسته.وأوضح أن الوزارة حددت شروطاً واضحة لاعتماد شهادات التعليم عن بعد، لابد من مراجعتها قبل اختيار الجامعة لتجنب أي مشكلات مستقبلية.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 946

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>