مع قرب امتحانات الفصل الثالث والأخير لطلبة المدارس وإعلان وزارة التربية والتعليم جدول الامتحانات، يبدأ الطلاب بالاستعداد، وتتحول المنازل إلى غرف طوارئ، وينتاب الكثير من الأسر مظاهر التوتر والقلق والخوف ليس وسط طلابها وحسب؛ بل إنه يشمل الأب والأم، ويتحول الجو المنزلي إلى عمل دؤوب وسهر وشد وجذب بين أولياء الأمور وأبنائهم، وهذا يحتاج إلى ردم الهوة في تفسير مفهوم الامتحان النهائي بأنه عملية تقييم للأداء، وليس إطلاق الكلمات الجارحة والمحبطة واللوم، وإحداث المزيد من التوتر للطالب.
مهام عسيرة
يؤكد المواطن راشد سعيد ولي أمر حرصه على توفير البيئة المناسبة، التي تساعد أبناءه الثلاثة على المذاكرة الجيدة للدروس والتركيز في المواد التي يتخوفون من نتائج تحصيلها، وتحتاج إلى مراجعة قائلاً: أجلس مع أبنائي وأُحاول إزالة التوتر الذي يصيبهم بسبب الامتحانات وأقوم بمراجعة الدروس معهم وأقلل خروجي من المنزل حتى يشعروا بقربي منهم؛ ولكن العبء الأكبر تقوم به والدتهم خلال متابعتها اللصيقة لهم، وإعداد الطعام والوجبات الخفيفة والعصائر إلى جانب السهر معهم في المذاكرة. ويشير المواطن ناصر عبيد إلى أن الأولاد في المنزل يحتاجون إلى مراقبة أكثر من البنات، ولهذا تواجدي معهم يشعرهم بالحرص على المذاكرة، كما أحاول أن أكسر التوتر بشيء من المداعبة والكلمات المشجعة وتقديم الأسئلة لهم؛ للتأكد من الحفظ الجيد، والاستيعاب للدروس، وهذا يحتاج إلى المزيد من الحكمة وضبط النفس؛ لأن هذه الفترة تعد من أصعب الفترات؛ ولكن نحاول إقناع الأبناء أن هنالك إجازة طويلة سيستمتعون بها، وعليهم المذاكرة والاجتهاد حتى يحصلوا على درجات جيدة.
ويقول المواطن أحمد المهيري: إن زحمة المواد الدراسية تصعّب مهمتنا في توفير البيئة المناسبة، ولهذا نحاول بقدر الإمكان التخفيف على أولادي بالرغم من تفوقهم في الاختبارات السابقة إلا أن التوجس من الامتحانات ما يزال يعتريهم. ويضيف: هنالك طريقة أعمل بها دائماً عند اقتراب موعد الامتحانات، وهي أن أُحاول الترفيه على أبنائي والخروج معهم في الأمسيات لفترات بسيطة؛ من أجل تفريغ شحنة التوتر؛ بسبب الاستعداد للامتحانات، كما أصمم جدولاً للمذاكرة، وأطبعه لهم بالألوان وأعلقه لهم ليكون واضحاً، وأحدد فيه مواعيد الراحة.
ويوضح المواطن إبراهيم الفلاحي ولي أمر: أحرص دائماً على تذكير أبنائي بأن التوفيق من الله- عز وجل- وعليهم المثابرة والمواظبة على الصلاة والأذكار؛ فهي أشياء تعينهم بقوة في النجاح وليس المذاكرة فقط، وبرغم التوتر الذي يحدث في تلك الفترة إلا أنني أحاول أن أطيب خاطر أولادي وأشجعهم وأحرص على توفير كافة المتطلبات التي يجب توفرها حتى يتمكنوا من إحراز الدرجات العليا، مشيراً إلى أن دور الوالدين يحتاج إلى بذل طاقة أكبر؛ لأن الامتحانات تحتاج إلى تركيز وهدوء للأعصاب.
تشجيع وتحفيز
ويؤكد المواطن سيف عبدالله الزيودي، أن الاختبارات خلال السنة الدراسية تساعد كثيراً في الاستعداد للامتحانات النهائية؛ من خلال مراجعة الدروس والوقوف على مواطن الضعف في المواد التي تحتاج إلى الاجتهاد أكثر مع الأولاد، موضحاً أنه يحرص على تشجيع أبنائه وتحفيزهم حتى يستطيعوا المذاكرة في جو هادئ وصحي قائلاً: لا أبخل عليهم بأي شيء يطلبونه وأراجع معهم الدروس واهتم بأن يأخذوا قسطاً من الراحة؛ لأن الإجهاد لا يجعل الطالب يركز في المذاكرة.
ويبين المواطن محمد سعيد أن الثقة بالنفس هي أولى الحلقات التي يسعى دائماً لغرسها في نفوس أبنائه قائلاً: إن المعاملة مع أبنائي خلال تلك الفترة وإشعارهم بأنهم يستطيعون تجاوز الامتحانات بتفوق هو المحفز الأكبر في تهيئة البيئة المناسبة داخل المنزل، ولهذا ابتعد عن أية كلمات يمكن أن توترهم، وأقوم بجمع الهاتف الجوال والأيباد وجميع وسائل الألعاب وأخبرهم بأن هذه الفترة لا يجب أن نستعمل فيها تلك الأجهزة، وأنهم عقب الامتحان يمكنهم التمتع بها وعليهم الصبر، مقابل ذلك أمنحهم الراحة الكاملة والخلود إلى النوم.
خطوات مهمة
وحول الطرق الصحيحة التي يجب أن تتبعها الأُسر خلال فترة الاستعداد للامتحان يقول الدكتور حاتم القضاة الخبير التربوي، ووكيل شؤون الطلبة بجامعة عجمان بالفجيرة: إن هنالك عوامل متعددة مثل الخوف والضغط والتوتر لدى الأُسر تمر بها خلال فترة الامتحانات، ولهذا يجب أن يتم توعية الأب والأُم بأن تلك الفترة هي لتقييم وتقويم أداء الطالب حتى يتعرف إلى ما أنجزه وما يجب أن يركّز فيه من مواد دراسية، كما أن المذاكرة في مرحلة ما قبل الامتحان يجب أن تتركز حول المراجعة فقط؛ لأن الدخول في التفاصيل يؤدي إلي التشتت والإرهاق الذهني.
ويضيف: لتقليل التوتر أثناء الامتحانات علينا الاهتمام بالمذاكرة مع إعطاء وقت مناسب للترفيه حتى يستطيع الطالب إكمال المشوار، كذلك التدريب على بعض التمارين التي تقلل من التوتر مثل التنفس العميق وتكراره عِدّة مرات حتى يتعود الطالب عليه وبالتالي تسهل ممارسته أثناء الامتحانات.
المقارنات خاطئة
من جانبه، يؤكد محمد الديري المرشد الأكاديمي أن هنالك العديد من العادات الخاطئة التي تقوم بها الأُسر في اعتماد المقارنات بين الأبناء وأبناء الجيران أو الزملاء في الفصل ومحاسبة الطالب على التقصير، وهذا بالطبع من الأخطاء الكبيرة؛ حيث إن هنالك فروقاً بين الطلاب وتنوعاً في قدراتهم، ويجب أن يتحول الأب والأُم إلى دور المشجع وعليهما متابعة المواد الدراسية الضعيفة والتركيز عليها؛ لأن فترة اقتراب الامتحان لا تكفي لدراسة كل المواد، ولهذا يجب على الأب والأُم البحث عن مواطن الضعف لدى الطالب مع مراجعة الدروس التي حقق نتائج جيدة فيها في السابق حتى يستطيع أن يحرز الدرجات العليا.
ويوصي منذر البرماوي المرشد الأكاديمي بضرورة تهيئة الأبناء على مدار العام الدراسي؛ لاستقبال فترة الامتحانات بشكل طبيعي حتى لا تتم محاصرتهم نهاية العام، وعدم إبداء مظاهر الخوف والقلق قدر الإمكان، ودعم ثقتهم بنفسهم وحثهم على المثابرة دون توبيخٍ أو ضغط ويفضل التعامل مع قدراتهم بموضوعية دون المبالغة أو تصغير طموحاتهم.
لجان إشرافية
وحول استعدادات المنطقة التعليمية بالفجيرة لتهيئة البيئة الجيدة للطلاب لاستحقاق الامتحانات يؤكد مشعل خميس الخديم رئيس قسم الرقابة، أنه بناء على توجيهات سندية عبدالله السماحي مديرة منطقة الفجيرة التعليمية تم تكوين لجنة الإشراف على امتحانات صفوف النقل وطلبة الثاني عشر بالتعليم العام والمدارس الخاصة التي تطبق منهج التعليم العام، مشيراً إلى أن مهام تلك الجهات تتلخص في تفتيش المدارس والتأكد من توفير جميع المستلزمات من جانب المدارس من بينها إعداد قاعات الامتحانات والتكييف والإضاءة وألّا يزيد عدد طلاب الصف الثاني عشر عن 20 طالباً.