العين:راشد النعيمي
ساهمت جامعة الإمارات في تحقيق حلم الدولة، وحافظت على مستوى راقٍ من التعليم الممنهج، الذي يدفع للثقة بقوة العلم، ودوره الريادي في تعزيز قوة القيادة المهنية والفكرية في كافة قطاعات الحياة، وتعد جامعة الإمارات صرحاً علمياً؛ حيث إنها لعبت دوراً مهماً في تغذية الحياة العامة بكوادر وطنية مؤهلة، بات الكثير منها في مواقع المسؤولية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
سعت جامعة الإمارات إلى توفير حلول بحثية للتحديات التي تواجه المجتمع المحلي والإقليمي والدولي. وأنشأت عدداً من المراكز البحثية ذات الأهمية الاستراتيجية للدولة والمنطقة، والتي تُعنى بالمواضيع ذات الصلة بالقضايا المهمة في دولة الإمارات ودول المنطقة؛ كمصادر المياه، وعلاج أمراض السرطان. وقد صنفت جامعة الإمارات ضمن أفضل الجامعات البحثية في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي، وضمن أفضل 25٪ من الجامعات البحثية على مستوى العالم.
وتحرص جامعة الإمارات على أن تكون الدرجات العلمية التي تمنحها مواكبة للمعايير العالمية، ولأكثر من أربعين عاماً عملت الجامعة على نشر الثقافة العلمية المبنية على أسس ونظريات وقواعد رصينة؛ انطلاقاً من الأهداف السامية، التي أُنشئت من أجلها؛ حيث عززت قيم الانتماء، كما دفعت نحو البحث الحر، وتوفير الفرص للباحثين عن التطور والنجاح، ولأجيال مؤمنة بقيمة العلم كطريق صحيح نحو المستقبل، وقد أثمرت تلك الجهود عن عشرات المراكز البحثية داخل الجامعة وخارجها، وهو ما انعكس أيضاً على سمعتها كواحدة من أفضل الجامعات العربية.
جامعة وطنية شاملة
وتعد جامعة الإمارات، أول جامعة وطنية شاملة في الدولة؛ حيث تأسست في عام 1976 بقرار من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وتطمح إلى أن تكون جامعة بحثية شاملة، ويبلغ عدد الطلبة المسجلين في الجامعة حالياً ما يقارب ال14 ألف طالب إماراتي ودولي؛ ولكونها الجامعة الرائدة في دولة الإمارات، فإنها توفر مجموعة متنوعة من برامج الدراسات الجامعية، وبرامج الدراسات العليا المعتمدة وذات الجودة العالية؛ حيث تتوزع هذه البرامج على 9 كليات؛ هي: الإدارة والاقتصاد، والتربية، والهندسة، والأغذية والزراعة، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وتقنية المعلومات، والقانون، والطب والعلوم الصحية، والعلوم.
وبما أن جامعة الإمارات تضم نخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس الدوليين، إضافة إلى الحرم الجامعي الجديد والمتطور، ومجموعة كاملة من الخدمات التي توفر الدعم للطلاب، فإنها بذلك توفر بيئة تعليمية لا مثيل لها في الإمارات العربية المتحدة.
وأنشأت الجامعة عدداً من المراكز البحثية ذات الأهمية الاستراتيجية للدولة والمنطقة، والتي تُعنى بالمواضيع ذات الصلة بالقضايا المهمة في دولة الإمارات، ودول المنطقة؛ كمصادر المياه، وعلاج أمراض السرطان.
وقد صنفت جامعة الإمارات الخامسة على مستوى الوطن العربي، وضمن أفضل 350 جامعة على مستوى العالم، وصممت البرامج الأكاديمية في جامعة الإمارات بالشراكة مع أصحاب العمل، بما يضمن توظيف شريحة أكبر من خريجي الجامعة، ويحتل العديد من خريجي جامعة الإمارات مناصب عليا في الصناعة، والتجارة، والقطاع الحكومي في المنطقة.
مكانة متقدمة
حققت جامعة الإمارات إنجازاً جديداً؛ من خلال ارتقائها 7 مراكز، وفق تصنيف «التايمز للتعليم العالي» لعام 2018، الذي يُعنى بجامعات الدول ذات الاقتصادات الناشئة؛ لتحتل المركز ال50 في التصنيف.
وتعد جامعة الإمارات من أفضل 378 جامعة موزعة على 42 دولة شملها تصنيف «التايمز للتعليم العالي» للدول ذات الاقتصادات الناشئة، ويعتمد هذا التصنيف على المعايير ذاتها التي يستخدمها تصنيف «التايمز العالمي للجامعات»، فتقيّم الجامعات على أدائها لمهامها الأساسية؛ وهي: التعليم، والبحث العلمي، ونشر المعرفة، ونظرة المجتمع الأكاديمي الدولي لها، إلا أن المنهجية التي شملها هذا التصنيف للعام الحالي، تمت إعادة صياغتها؛ لتعكس خصائص وأولويات التطور للجامعات في هذه الدول.
وتواصل جامعة الإمارات مسيرتها نحو التميز؛ لتكون واحدة من ضمن أفضل 200 جامعة في العالم، وتتطلع إلى أن تصبح جامعة المستقبل في دولة الإمارات والشرق الأوسط، ووجهة للبرامج الجامعية والدراسات العليا، والبحث العلمي، والتدريب والتعليم المستمر للطلبة من مختلف بلدان العالم. كما تسعى إلى أن تكون مركزاً وطنياً للبحث العلمي في المجالات الاستراتيجية المهمة، والوجهة الأولى للتعاون بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والهيئات والمنظمات والوكالات الدولية، وتقوم بتزويد الطلبة بالمهارات التي تتطلبها الثورة الصناعية الرابعة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حققت جامعة الإمارات إنجازاً عالمياً جديداً؛ بحصولها على مرتبة ال5 نجوم في التصنيف العالمي لمنظمة «الكيو اس» لمدة ثلاث سنوات، كأول جامعة حكومية في دولة الإمارات تحصل على هذا التصنيف.
ويحدد تصنيف «كيو اس ستارز»؛ من خلال التقييم المفصل للجامعات في محاور محددة. كما يساعد هذا التصنيف العالمي، الطلبة في التعرف- بشكل أوضح- إلى خصائص الجامعات حول العالم عن طريق تقييم الجامعة؛ من حيث جودة التدريس، والبحث العلمي، وتوظيف خريجي الجامعة، وتقديم الأنشطة الرياضية، والمشاركة في الفعاليات والأنشطة المجتمعية. كما يقوم الفريق المختص في هذا التصنيف بتقييم الجامعة؛ من خلال 50 مؤشراً.
إن الارتقاء المستمر الذي تحققه جامعة الإمارات، باعتبارها المؤسسة التعليمية الرائدة في دولة الإمارات؛ يعد دليلاً على أنها تسير ضمن خطتها الاستراتيجية، مواكبة للتطور الذي تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة، ومواصلة تحقيق مسيرة التميز الأكاديمي، وتعزيز سمعتها عالمياً؛ من خلال برامجها الدراسية المتطورة؛ والبحث العلمي؛ والدراسات العليا، إضافة إلى تعزيز مفاهيم الابتكار والقضايا ذات الأهمية الاستراتيجية في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع.
سيناريوهات 2030
ويؤكد الدكتور محمد البيلي، مدير الجامعة، انسجام تطلعات جامعة الإمارات في أن تصبح جامعة المستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط، وأن تصبح الجامعة المختارة للتعليم الجامعي والدراسات العليا والبحوث والتدريب والتعلم مدى الحياة مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030، والتي تؤكد ضرورة تزويد الطلبة بالمهارات الفنية والعملية؛ لدفع عجلة الاقتصاد في القطاعين الحكومي والخاص، وتخريج أجيال من المتخصصين والمحترفين في القطاعات الحيوية؛ ليكونوا ركيزة رئيسية في بناء اقتصاد معرفي، وليشاركوا بفاعلية في مسارات الأبحاث وريادة الأعمال وسوق العمل؛ لبناء مستقبل وطني مستدام، يقوم على التميز والريادة والمعرفة وأفضل الممارسات العالمية.
كما يشير إلى أن الجامعة تعمل على مراجعة كافة البرامج الحالية وفق المعايير المحلية والدولية، وطرح برامج جديدة؛ بحيث تكون كافة البرامج المطروحة مستدامة ومتوافقة مع سوق العمل، وموائمة للرؤية المستقبلية للجامعة، والتي تتوافق مع رؤية الدولة؛ لدعم متطلبات سوق العمل المستقبلية في دولة الإمارات؛ من خلال المساهمة في تأسيس قوى عاملة قوية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، واستخدام المعارف المتعلقة بالتفكير النقدي والابتكاري، وريادة الأعمال وأساليب البحث العلمي، والتركيز على البحوث التطبيقية في المقام الأول، ولتكون قادرة على المساهمة في الاقتصاد المعرفي والثورة الصناعية الرابعة.
منتزه الابتكار
يجمع «منتزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار» أبطال الابتكار (الأفراد والشركات والمؤسسات والحكومة) مع منصة تعاونية وبيئية تمكينية؛ للتعاون البحثي والابتكار الآمن، ويوفر «منتزه العلوم والابتكار» للمبتكرين فرصاً؛ لنشر نتائج أبحاثهم بين الشركات الناشئة في المنتزه وخارجه، وتوسيع محفظة المُلكية الفكرية في الجامعة، إضافة إلى ذلك، يوفر «منتزه العلوم والابتكار» في جامعة الإمارات للطلاب فرصاً؛ لتطوير أفكار ونماذج ومعارف ومهارات جديدة؛ لبناء نموذج أعمال، فضلاً عن تزويدهم بفرص التواصل والتوجيه إلى أن يتمكنوا من البدء بأعمالهم الخاصة.
تم إطلاق «منتزه العلوم والابتكار» في جامعة الإمارات كجزء من الخطة الاستراتيجية لجامعة الإمارات 2017-2021، بما يتماشى مع «رؤية الإمارات 2030»، وجدول الأعمال الوطني والاستراتيجية الوطنية للابتكار؛ لتصبح الجامعة مركزاً عالمياً للبحث والابتكار وريادة الأعمال؛ ولتعزز التحول نحو اقتصاد المعرفة.
ويهدف التركيز على البحوث في جامعة الإمارات إلى تطوير الحلول المبتكرة والمستدامة للعديد من التحديات التي تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة والمجتمع الدولي.