نظم مجلس أبو ظبي للتعليم بالتعاون مع سفارة جمهورية الصين الشعبية ومعهد كونفوشيوس التعليمي - هانبان- بكين رحلة لمجموعة من طلبة وطالبات مدرسة حمدان بن زايد لزيارة جمهورية الصين الشعبية - بكين لمدة سبعة أيام من الفترة ما بين 28 مارس/ آذار الماضي وحتى 4 إبريل/ نيسان الجاري، بهدف التعرف الى ثقافة الصين، حيث تعتبر هذه الزيارة جزءاً من رؤية ورسالة المدرسة في خلق بيئة تعليمية تدعم وتُعدّ الطلاب لمواجهة تحدّيات وفرص المستقبل، لضمان استعدادهم كقادة عالميين.
شملت الزيارة أنشطة صفية ورحلات ميدانية للمواقع التاريخية المختلفة في الصين، والاختلاط بين الناس وفهم مشاكلهم وإنجازاتهم الذي يخلق جواً من الإلهام للعمل على مبادرات جديدة ومبتكرة، حيث بدأت الرحلة بزيارة الطلبة لمقر «هانبان» للتعرف عن كثب الى الثقافة واللغة الصينية، والذي يعد منصة مهمة للطلاب وعامة الناس لتعلم اللغة الصينية والتعرف الى الثقافة الصينية، ويساهم مساهمة إيجابية في توطيد وتنمية الصداقة بين البلدين.
ومن المتوقع ان تُخرّج المدرسة باكورة دفعاتها من الطلبة المواطنين المختصين في اللغة الصينية في العام الدراسي 2019/ 2020 لتتوالى الدفعات الطلابية سنوياً مُستقبلاً، حيث سيتوجه الطلبة المواطنون من خريجي المدرسة إلى السفر والتوجه نحو الجامعات الصينية، بهدف استكمال دراستهم في تخصصات مختلفة، مثل الطب والهندسة والعلوم الطبيعية والكيماوية وغيرها.
لقاء في السفارة
وقام الطلبة بزيارة سفارة دولة الإمارات في بكين حيث كان في استقبالهم سعيد بن زعل المهيري السكرتير الأول بالنيابة عن عمر البيطار سفير الدولة لدى الصين في السفارة، وميثاء الكعبي سكرتيراً ثانياً في السفارة، حيث سُلط الضوء على العلاقة الدبلوماسية بين البلدين وكيف تطورت هذه العلاقة بشكل مستمر وبوتيرة متسارعة، لإدراك قيادتي البلدين بأهمية هذا التطور والنمو في كافة المجالات، كما قدم الطلبة بدورهم نبذة مختصرة عن مدرسة حمدان بن زايد ومجموعة من أغاني التراث الصيني الفولكلوري.
وقام الوفد الطلابي أيضا بزيارة لمركز الشيخ زايد لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة بكين، حيث يعتبر المركز مؤسسة تعليمية بارزة لتدريس اللغة العربية في الصين وصرحا معرفيا لنشر الثقافة الإسلامية. من خلال هذه الزيارة تعرف الطلبة الى كيفية إعداد قادة يعملون في المجالات الدبلوماسية والثقافية والتجارية والإعلامية والتعليمية والأكاديمية ومنهم أصبحوا سفراء صينيين لدى الدول العربية، حيث عبر الطالب خليفة راشد الشحي من الصف الثامن عن مدى فخره واعتزازه بإتاحة الفرصة له للتحدث باللغة الصينية وتقديم بعض من العروض الصينية.
ولضمان تبادل الخبرات بين طلبة المدرسة والطلبة الصينيين نظم معهد كونفوشيوس التعليمي المسؤول عن نشر وتبادل الثقافة الصينية بين دول العالم «هانبان» زيارات لاثنتين من المدارس الصينية المرموقة، وأول زيارة كانت لمدرسة بكين الملكية الخاصة، حيث تعرف الطلبة الى أفضل الممارسات المقدمة من قبل المعلمين والطلبة، كما أتيحت لهم فرصة حضور بعض الحصص الدراسية مع الطلبة الصينيين.
كثافة الطلبة في المدرسة
وقال الطالب حامد خالد الهنائي: «تعرفنا من خلال زيارتنا للمعهد الى المقتنيات التراثية والحضارية المتعلقة بالصين مثل آلات العزف، الأقنعة القديمة والحروف والكلمات القديمة.
وأبدت الطالبة شما سلطان الحمادي إعجابها بأحدث التكنولوجيا المتوفرة في المدرسة التي زارتها مع الوفد من شاشات عرض متاحة في ممرات وفصول المدرسة، والزيارة الثانية كانت لمدرسة «لوهي للتعليم الثانوي» حيث أعرب الطالب سعيد عبد الحكيم السويدي عن انبهاره من الصف الثامن بكثافة الطلبة في المدرسة 2000 طالب وطالبة والإجراءات المتبعة لضمان الضبط والنظام مع هذا العدد الجم من الطلبة.
سور الصين
وللتعرف الى حضارة جمهورية الصين الشعبية بعمق، قام الطلبة بزيارة سور الصين العظيم وهو أحد المعالم الرئيسية في التاريخ الإنساني وإحدى عجائب العالم السبع، وتم تعريف الطلبة بتاريخ بناء السور وأهم المعالم الأثرية التي يتضمنها السور من قلاع وأبراج، حيث يجسد هذا المعلم التاريخي قيم العمل والتحدي وإرادة الإنسان القوية، حيث أعرب الطالب سيف الظاهري عن استمتاعه بتجربة الصعود إلى أعلى قمة وقال:»أجمل مكان زرته هو سور الصين العظيم الذي استكشفت من خلالها الإبداع الهندسي ومهارة الصينيين في استخدام الهندسة في فن العمارة للدفاع عن وطنهم».
وأضافت الطالبة شما القمزي في الصف السابع «الجهد المبذول أثناء الصعود ضعف جهد النزول، وهذه التجربة كانت ممتعة بالنسبة لي وأتمنى أن تتاح فرصة التجربة لجميع زميلاتي».
القصر الإمبراطوري
ثم قام الطلبة أيضا بزيارة أحد أهم رموز الصين التاريخية - المدينة المحرمة حيث أبدى الطلبة إعجابهم بفخامة القصر الإمبراطوري الذي كان مقرًا لأباطرة أسرة مينغ (1368-1644) وبعدها أسرة شينغ (1616-1911) والتي تعتبر أكبر مجموعة قصور قديمة محفوظة في الصين، حيث حكم فيها نحو 24 إمبراطوراً صينياً على مدى 500 عام.
وعبر الطالب سعيد عبد الحكيم السويدي عن انبهاره بفنون عمارة المبنى التي لم يكن للتقنيات والآلات آنذاك أي دخل في تشييدها والتي كانت فقط من صنع أيدي البشر، مشيرا إلى انه أتيحت الفرصة لهم أيضاً لزيارة مراكز التسوق المختلفة في مدينة بكين وضواحيها لشراء بعض من الهدايا التذكارية لذويهم.
تعزيز مهارات القيادة
قالت فاطمة البستكي مديرة مدرسة حمدان بن زايد ومدير مجموعة مدارس إن مثل تلك الرحلات ستسهم في توسيع مدارك الطلبة حول خططهم المستقبلية وضمان استعدادهم أيضا ليكونوا مسجلين في إحدى الجامعات الصينية الدولية؛ لتعزيز مهارات القيادة والاندفاع نحو الاستقلالية لخدمة بلدهم.
وأضافت ان الرحلة ضمت 28 طالباً و8 طالبات تتراوح أعمارهم بين 12-13 عاماً، مشيرة إلى أننا نتطلع من خلال تلك الزيارات أن يتعرف طلابنا حول المزيد عن الثقافة الصينية فهم يتبادلون خبراتهم مع الطلبة الصينيين أثناء اليوم الدراسي مما يترك أثراً طيباً في نفوسهم، مشيرة إلى أن هذه النوعية من الرحلات تعتبر إضافةً غنية لإثراء معلوماتهم ومعارفهم واحترامهم للحضارات والثقافات الأخرى.
وأوضحت ان المدرسة تقدم نظاماً تعليمياً بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والصينية، وتعتبر تجربة تعليمية فريدة وبيئة محفزة على الإبداع، وتركز في آليات عملها على بناء الشخصية الطلابية، ناهيك عن الاهتمام بتعزيز الهوية، وتعريف المعلمات غير العربيات وخاصة الصينيات بثقافة الدولة والعادات والتقاليد، والحرص على إشراكهن في مختلف الفعاليات الوطنية مع إعطاء مساحة لتعريف طلبة الإمارات بثقافة الصين.
وأضافت ان المدرسة تدخل هذا العام بتجربتها المتميزة التي خاضتها في تعليم ثلاثي اللغة عامها العاشر، بعد أن حقق هذا النموذج من المدارس نجاحاً ملحوظاً على مدار تسع سنوات منذ انطلاقها عام 2006 من خلال تعلم اللغات الثلاث؛ العربية والانجليزية والصينية ابتداء من مرحلة رياض الأطفال، إلى المراحل العليا، وهي تجربة لم تقتصر على طلبة ثلاثي اللغة لتتعداها إلى متنوعي الثقافة، فإلى جانب الطلبة الذين يتعلمون الصينية والانجليزية هناك طلبة صينيون يتعلمون العربية، وهو الأمر الذي صنع جواً من التبادل الثقافي والمعرفي عزز من مهارات التواصل والتفاعل الأكاديمي والحضاري بين الطلبة مجتمعين.