Quantcast
Channel: تربية و تعليم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 946

دوام الطلبة بعد الإجازات.. انضباط غائب

$
0
0
تحقيق: محمد الدويري

أكد تربويون أهمية الجدية في التعامل مع الأيام الأولى من الدوام، في ما بعد الإجازات المدرسية، وضرورة انضباط الطلبة والتزامهم بالدوام، منذ بداية كل فصل دراسي جديد، فيما فضلوا عدم إجهاد النفس إلى حد الإرهاق في أول يوم دراسي بعد الإجازات المدرسية، مؤكدين ضرورة أن تبدأ الحياة الدراسية بشكل منظم وتدريجي، لذلك فضلوا أن تبدأ الدراسة بيوم أو يومي تعارف وأنشطة بعيدة عن المقررات الدراسية، ليكون ذلك بمثابة أرضية تحضر لفصل دراسي مملوء بالمهام والمسؤوليات، كما أنه من الأفضل ألّا يبدأ يوم الدراسة في أول أيام الأسبوع، فيكون الأسبوع أطول وأكثر إنهاكاً، وإنما في اليومين الأخيرين من الأسبوع، لكي يتقبل الطلبة فكرة العودة إلى الالتزام والواجبات والمهام الدراسية.
وأشار تربويون إلى أنه يلازم الفرد الشعور بالضجر بعد فترة عطلة وعودة لمقاعد الدراسة، وخاصة بعد الإجازات الطويلة، ينجم بالأساس عن الشعور بالتخوف، نتيجة العودة للالتزامات اليومية.

الجدية والتطبيق الفعلي

فضّل عادل العبيدلي، مدير مدرسة خالد بن الوليد، اتخاذ الأيام الأولى من التدريس بعد الإجازة بجدية كاملة، والتطبيق الفعلي في تقديم العملية التدريسية للطلبة، لإشعارهم بأهمية الفصل الجديد، وعدم إشعارهم بأنها أيام ليست مهمة، ولكن بطريقة تدريجية وسلسة، من خلال تفعيل النشاطات الترفيهية، والدوام بشكل جزئي وليس دواماً كاملاً.
وأكد ضرورة أن تنظم الأسرة حياة أبنائها قبل بداية الفصل الجديد، وفي أواخر أيام العطلة، ليكون مهيأً لأيام الدوام الدراسية، ومستعداً نفسياً لخوض تجربة علمية جديدة مليئة بالالتزامات والواجبات والحقوق، موضحاً ذلك بعدم الإطالة في السهر، أو اللعب خارج المنزل، ومساعدتهم في تحضير المستلزمات المدرسية، وتشويقهم لأصدقائهم في المدرسة من خلال حثهم على التواصل معهم، لكي يتفقوا على اللقاء في أول الأيام الدراسية.

كل بداية صعبة

أكد طلال السلومي، باحث وموجه اجتماعي، أن حالة الإرباك التي تنتاب الطلبة في الأيام الأولى، من الفصل الدراسي الجديد طبيعية، مشيراً إلى أنه من القواعد الحياتية أن كل بداية صعبة، مهما سهلت، وكل عمل يحتاج إلى جهد، وهذا السبب في إيجاد حالة التكاسل والخمول التي تصيب الطلبة أو العاملين في أول الأيام بعد الإجازة، بسبب النقلة الكلية التي يخوضها الفرد من حالة راحة وارتخاء للأعصاب خلال العطلة، إلى حالة جهد والتزامات فرضت نفسها لإنهاء مهمات حياتية واجب تنفيذها وبنجاح.
وأوضح أن الحالة الذهنية للطلبة في أول أيام الفصل الدراسي، بعد عطلة الاستجمام والراحة، تعمل على تشكيل التصور لما هو قادم من مسؤوليات جديدة، والتزامات تفرض نفسها عليه، لإتمامها بنجاح، ما يتطلب منه جهداً لذلك، وهذا ما يدخله بحالة من التفكير الذي يمكن له أن يرهقه في البداية، ولكن مع تدرج الأيام واستيعاب الحالة الجديدة، تعود الحياة لوضعها الطبيعي.
وأشار إلى أن مهمة العائلة كبيرة في تهيئة أبنائهم للفصل الدراسي الجديد، وتشجيعهم على أن يكون القادم أفضل مما مضى، ليكون الأبناء على استعداد في تحمل مسؤولياتهم وتقديم واجباتهم في الحياة الدراسية على أكمل وجه، إضافة إلى دور المدرسة في التعاطي مع الأيام الأولى للدراسة بعد العطلة بشكل تدريجي ومريح، وهذا يتطلب استراتيجيات معينة لتهيئة الظروف الأولية، بما ينسجم مع ظروف الطالب النفسية.

تهيئة البيئة العامة

من جهتها قالت الدكتورة شيخة الطنيجي المتخصصة في أصول التربية، إنه من الطبيعي جداً أن تكون الأيام الأولى للعمل أو الدراسة بعد الإجازة صعبة على الجميع وثقيلة نوعاً ما، الأمر الذي يتطلب وضع خطة مدروسة لكي تكون سلسة، وغير مفاجئة للطلبة، موضحة أن الحالة الذهنية تكون في ركود تام، لتنتقل فوراً إلى حالة نشاط وإجهاد، ما يتطلب تهيئة البيئة العامة لتقبل فكرة الالتزام ومواكبة ما هو جديد، والعودة إلى الحياة المدرسية.
وقالت إن الفترة الأولى من الفصل الدراسي، قد تؤدي إلى كراهية للدراسة، لأن الطالب يكون في فترة غير منتجة في أيامه الأولى من العودة من الإجازة، وهذا يؤثر عليه، ويزيد في أعبائه العلمية والنفسية أيضاً.
وبينت بعض عوامل تجعل العودة للدراسة بعد العطلة أمراً مقيتاً وثقيلاً، كمقاعد الدراسة التي تعتمد أساليب قديمة في شكل صفوف محتشدة، وأساتذة يعتمدون أسلوب التلقين، والطالب مجرد متلقٍ، مشيرة إلى أنه ينصح في المؤسسات التعليمية، بتفعيل أنشطة موازية على مدار السنة، فهي ليست فقط أنشطة ترفيهية، وإنما تربوية ومفيدة لتجديد النشاط الذهني.

خطوات احترازية

أكد الدكتور محمد محمود الشيخ، مختص علم النفس التربوي في جامعة الإمارات، أن الطلبة يشعرون بنوع من الضجر في الأيام الأولى للدراسة، بعد إجازة تنعموا فيها بالراحة والاستجمام والابتعاد عن الضغوط والالتزامات اليومية التي يتعرضون لها في الحياة المدرسية، الأمر الذي يتطلب اتخاذ خطوات احترازية من قبل الأسرة والمدرسة معاً في تشويق الطلبة إلى عودة أيام الدراسة، لا أن ينفروهم منها بسبب سلوكيات بسيطة في واقع الأمر، يمكن لها أن تنفر الطالب من الالتزامات وضغوط الواجبات، وممارسة السلوكيات الواجبة تجاه الآخرين.

وقال إنه من واجب الأسرة أن تخفف من حالة التوتر التي تنتاب أبنائها أثناء تحضير المستلزمات المدرسية في الأيام الأولى للدراسة، وتخلصهم من حالة الحزن لانتهاء العطلة ووقت الراحة واللعب، وإشعارهم بأن الإجازة كانت لتفوقه في الدراسة لا لانتهائها، وألّا ينقطعوا خلال أيام العطلة في الإشراف على ممارسة أبنائهم للقراءة، إضافة إلى تنظيم وقتهم لتكون المدرسة حاضرة بدون ضغوط، لتهيئتهم لعودة الحياة المدرسية.

وأشار إلى أنه من الضروري ألّا ينقطع الطالب عن أخبار الزملاء خلال فترة الإجازة كلها، ويفضل لو كانت هناك اتصالات للسلام والتحية والاطمئنان، من دون مناقشات في الدراسة، لأن الاتصالات مع الزملاء تجعل الطالب، وكأنه لا يزال معهم في الدراسة، وتجعل العودة للدارسة محببة، ما يساعد على التمتع بالإجازة والشعور بالانتماء إلى مجتمع يتعلم.

وأضاف: من جهة المدرسة، يترتب عليها وضع لوائح تضبط الطلبة في الأيام الأولى للفصل الدراسي بعد أيام الإجازة، ليشعر الطالب بأنه دخل مرحلة الواجبات والحقوق التي تقع على عاتقه، والالتزامات التي يجب ان يتقيد في تنفيذها، إضافة إلى تكيّف الأجواء بإدخال النشاطات الترفيهية، والتجديد في الأساليب التدريسية ليتخلص الطالب من حالة الضجر في الأيام الأولى من الفصل الدراسي الجديد.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 946

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>