أثار موعد انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثالث لطلبة صفوف النقل، المقرر في 15 من شهر يونيو المقبل، حتى 23 من الشهر ذاته، قلق ومخاوف عدد كبير من أولياء الأمور في الميدان التربوي، بسبب تزامنها مع شهر رمضان المبارك، وارتفاع درجات الحرارة في شهر يونيو، فضلاً عن قرار وزارة التربية والتعليم، بتقديم موعد اختبارات الصف الثاني عشر بفرعيه العلمي والأدبي للفصل الدراسي الثالث في جميع مدارس الدولة، المقرر انطلاقها خلال الفترة الممتدة من 29 مايو إلى 9 يونيو المقبلين.
وأكدوا أهمية إعادة النظر في مواعيد الامتحانات أو توحيدها على مستوى الصفوف كافة، مطالبين بتقديم مواعيد الامتحانات أسوة بطلبة الثاني عشر، مؤكدين عدم قدرة أبنائهم على تحملها مع ساعات الصيام الطويلة.
رفعت مدارس الدولة درجة الاستعداد لاستقبال الامتحانات وفقاً لتوجيهات وزارة التربية والتعليم، لاستقبال الطلبة والتأكد على جودة عمل المكيفات، والتواجد الدائم للطبيب داخل المدرسة للتعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث خلال الامتحانات.
وأكد عدد من مديري المدارس ل«الخليج» ضرورة توحيد مواعيد الامتحانات لجميع مراحل التعليم، لاسيما أن توحيدها لا يضر بالعملية التعليمية، بل يتناسب وعادات وتقاليد المجتمع والظروف المناخية الخاصة بها، ويتفادى النقاط السلبية كافة لساعات الدوام الطويل.
من جانبهم حذر عدد من الأطباء من نوبات التشنجات الحرارية، وضربة الشمس الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة ناصحين بشرب كميات كبيرة من المياه والسوائل لمحافظة على حياة الطلبة.
«الخليج» التقت أطرافاً عدة، للوقوف على أسباب مخاوف أولياء الأمور، والتعرف إلى أهم المقترحات لتجنب الطلبة الأضرار التي قد تقع عليهم خلال الامتحانات، فضلاً عن لقاء عدد من الأطباء للوقوف على مدى خطورة ارتفاع درجات الحرارة على الطلبة، لاسيما في وقت الصيام، وخاصة أبناء المرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى مدى جاهزية المدارس وإجراءاتها الاحترازية لاستقبال الطلبة وإدارة عملية الامتحانات.
تقديم موعد الاختبارات
البداية كانت مع قرار وزارة التربية والتعليم الذي قضي، بتقديم موعد اختبارات الصف الثاني عشر بشقيه العلمي والأدبي للفصل الدراسي الثالث في جميع مدارس الدولة، حيث أصبح الموعد الجديد خلال الفترة الممتدة من 29 مايو إلى 9 يونيو المقبلين، وكان من المقرر انطلاق اختبارات طلبة الثاني عشر للفصل الدراسي الثالث بحسب تقويم الامتحانات السابق في ال 12 من شهر يونيو المقبل، وتنتهي في 23 من الشهر ذاته، فيما لم يطرأ أي تغييرات تذكر على اختبارات الطلبة من الصف الثالث وحتى الحادي عشر، وتظل على موعدها السابق، في 15 من شهر يونيو المقبل، وتستمر حتى 23 من الشهر نفسه.
وفي تعقيبه، شرح وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، تداعيات القرار الذي جاء نتاج دراسة ممنهجة، راعت الأمور التنظيمية لطلبة الثاني عشر، بما في ذلك فرص التسجيل في الجامعات، وما يتناسب مع إجراءات التسجيل في الخدمة الوطنية، فضلا عن أن القرار يسهم في توفير وقت كاف أمام الطلبة لتحديد أولوياتهم وتسهيل إجراءات التسجيل في الخدمة الوطنية لاسيما مع القرار الجديد الخاص بتمديد مدة الخدمة الوطنية لتصبح 12 شهراً، وبما لا يتعارض مع هذه المواعيد.
من جانبهم تساءل عدد من أولياء الأمور: لماذا لا يتم تقديم موعد امتحانات صفوف النقل أسوة بطلبة الثاني عشر، لاسيما أنهم يعيشون في نفس الظروف المجتمعية، وذات المناخ الحار، وقرار تقديم امتحاناتهم لا يضر بالعملية التعليمية ولا يؤثر في أيام التدريس؟
إعادة النظر
لم يراع قرار التقويم الدراسي وموعد الامتحانات القائم، الظروف المناخية للإمارات، وارتفاع درجات الحرارة لاسيما في الأشهر يونيو ويوليو وأغسطس، فضلاً عن شهر الصيام الذي يتزامن مع موعد انطلاق الامتحانات، مما يضر بصحة أبنائنا، هذا ما وصلت إليه ولية أمر«أم محمد»، ومضت تؤكد أهمية إعادة النظر في التقويمات المعتمدة مؤخرا، والعمل على إعداد تقويم جديد ينتهي من خلاله الدوام قبل شهر يونيو، كما هو الحال في جميع دول الخليج التي تراعي في أنظمتها ظروف الطقس ومصلحة الطلبة، مضيفة أن لديها ابنها محمد في الصف السادس، وابنتها فاطمة في الصف الثالث، وتفكر من الآن في الطرق الصحيحة لحمايتهما من حرارة الشمس وساعات الصيام خلال أيام الامتحانات.
وترى ولية الأمر «أم سعيد»، أن توقيت الامتحانات جاء غير متناسب مع الطالب وأولياء الأمور، لاسيما أنها جاءت متزامنة مع شهر الصيام.
وأكد أولياء الأمور «أم حمدان» ولديها ابناها في الصفين الأول والثالث الابتدائي، و«أم عمر» ولديها أبناؤها في الصفوف العاشر والسابع والرابع والروضة الثانية، و«أم خالد»ولديها أبناؤها في الصفوف الثالث والثاني والخامس، أن معاناتهن الكبرى تجسدت في التقويم المدرسي الذي ألزم الطلبة في تلك الأعمار للخروج إلى الامتحانات، ولم يراع ساعات الصيام وحرارة الشمس المحرقة.
سبل حماية
أما وليّتا الأمور «نورة علي» ولديها 3 طالبات يدرسن في الصفوف الثالث والخامس والسابع، و«أم مريم» ولديها 4 طالبات يدرسن في الصفوف الثالث والسابع والعاشر والثاني عشر، فتريان أن التقويم وموعد انطلاق الامتحانات في شهر رمضان، وتحت حرارة الشمس المحرقة وضع جميع الأسر في مأزق حقيقي، لاسيما الأمهات اللواتي لديهن أكثر من طالب أو طالبة في الصفوف الدراسية المختلفة، ولم يمنحهن الفرصة لإقامة العادات والتقاليد احتفاءً بالشهر الكريم، وألزمهن بالبحث عن سبل حماية بناتهن من الشمس المحرقة خلال الشهر الكريم.
وطالبن بضرورة تقليص عدد أيام التدريس.
لا تعليق
وفي لقاء مديري مدارس الحكومية في مختلفة أنحاء الدولة «فضلوا عدم ذكر أسمائهم»، وأكدوا أنهم رفعوا درجة الاستعداد لاستقبال الطلبة وتوفير سبل الأمان لهم خلال الامتحانات، والتأكيد على جودة تشغيل المكيفات وتوفير المظلات المناسبة لحماية الطلبة من حرارة الشمس، فضلاً عن توفير وحدات طبية بصفة دائمة خلال الامتحانات داخل المدارس، للتعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث خلال الامتحانات، ورفضوا التعليق على التقويم المدرسي ومجيء الامتحانات في مثل هذا التوقيت من السنة، وتزامنها مع شهر رمضان الكريم، أو إمكانية تقديم مواعيد امتحانات صفوف النقل أسوة بطلبة الصف الثاني عشر.
فيما يرى موفق قرعان مدير مدرسة العالم الجديد الخاصة، أهمية إعادة النظر في التقويمات، لاسيما أنها تأتي في وقت حرج من السنة، موضحاً أن تقديم امتحانات صفوف النقل أسوة بطلبة الثاني عشر، لا تؤثر في العملية التعليمية. وأضاف أن الفصل الثالث من أكثر الفترات الزمنية خلال العام الذي نواجه فيه مشاكل بين الطلبة.
إرشادات طبية
من جانبها حذرت الدكتورة فاطمة عبد الله، من الأمراض التي تسببها درجات الحرارة المرتفعة مثل«تشنجات الحرارة للإغماء والإنهاك»، ونصحت بالبقاء داخل الأماكن المغلقة قدر المستطاع، وتجنّب الخروج بين الساعة العاشرة صباحاً والساعة الثالثة عصراً، مع أخذ الاحتياطات بعين الاعتبار لتجنّب حدوث تلك الإصابات، كشرب السوائل للحفاظ على رطوبة الجسم، ولسد النّقص الناتج عن التعرق الشديد، وتجنب تشنجات الحرارة التي تحدث آلاماً في العضلات نتيجة للحرارة المرتفعة والرطوبة.
لا خطورة خلال الامتحانات
أكدت مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم ل«الخليج»، «فضلت عدم ذكر اسمها»، أنه لا تعديل على قرار مجلس الوزراء بشأن التقويم الدراسي الذي يوضح نهاية الدوام الدراسي للطلبة والهيئات الإدارية والتدريسية للعام الدراسي الحالي، حتى بعد تقديم امتحانات الثاني عشر، وجميع الصفوف الأخرى سوف تلتزم بأيام الدراسة المحددة، لاسيما أن التقويم الدراسي للثلاثة أعوام، تم دراسته واعتماده من مجلس الوزراء، بعد مطالعة الظروف كافة، وساعات الامتحانات تتلخص في ساعتين في بداية النهار من 8:30 وحتى 10:30، وخلالها لم تشكل درجات الحرارة أي خطورة على الطلبة، والمدارس مجهزة جيداً بمكيفات لتلطيف الطقس، ومظلات لحماية الطلبة من الشمس.
تقويم 3 أعوام
بحسب التقويم الدراسي لثلاثة أعوام، بلغ مجموع أيام الدراسة 175 يوماً في العام، مع إتاحة مجال زمني كاف لفترة الامتحانات دون التأثير في فترة الدراسة المعتمدة، وينتهي دوام الطلبة 23 يونيو المقبل ودوام المعلمين 5 يوليو 2016، فيما يبدأ العام الدراسي الجديد 2016 2017 بدوام الهيئات التدريسية في 21 أغسطس المقبل، ودوام الطلبة في 28 من الشهر ذاته.