مع اقتراب موعد امتحانات الفصل الثاني بدأت حالة من الاستنفار عند الطلبة مجددة وإياها مشاعر القلق والتوتر، ويختلف الاستعداد لها من طالب لآخر، فمنهم من يعمد إلى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالاستذكار في الأيام الأخيرة، ومنهم من يكتفي بالمراجعة وتثبيت المعلومات التي عملوا على اكتسابها طوال الفصل الدراسي ليجنوا ثمرة مجهودهم وتحصيلهم الدراسي، وينالوا أعلى الدرجات ويتميزوا عن أقرانهم.
«الخليج» التقت بعض الطلبة للتعرف إلى كيفية الاستعداد للامتحانات والمذاكرة مع الزملاء
في البداية قال الطالب عمر إدريس، إن أيام الامتحانات مثلها كمثل باقي الأيام فهو لا ينزعج منها لأنه على أتم الاستعداد لها من خلال المذاكرة والمراجعة الدائمة للمحاضرات، مضيفا أن الامتحان موجود باستمرار كل شهر وليس في نهاية العام فقط، موضحاً أن امتحانات نهاية العام هي تحصيل حاصل لما تم مراجعته ومذاكرته طوال العام الدراسي.
اعتبر الطالب إبراهيم محمود أن الاستعداد للامتحانات مختلف تماماً عن أيام الدراسة العادية، حيث إن أيام الدراسة للامتحانات تتطلب منه جهداً أكبر في المذاكرة والتركيز، خصوصاً أنه لا يدرس إلا في أيام الامتحانات فقط، وأنه في الغالب يعتمد على المذاكرة الجماعية بين أصدقائه لتبادل المعلومات والمعرفة وتحصيل بعض ما فاته من محاضرات سابقة، وهي مفيدة جداً.
الأجواء الهادئة للطلاب
وأشار عمران محمد مختص نفسي، إلى أهمية توفير الإدارات المدرسية الأجواء الهادئة للطلاب في اللجان الامتحانية، من خلال تنبيه المراقبين إلى ضرورة تجنب استخدام الصوت المرتفع مع الطلاب الممتحنين، و توجيههم إلى الالتزام بعدم الالتفات، أو التركيز في أوراقهم الامتحانية وخلافه، حتى لا تتوتر أعصابهم، وتسوء نفسياتهم، ما ينعكس سلباً على مستوى إجاباتهم.
وأكد ضرورة ابتعاد المراقبين عن تحذير الطلاب من قصر الوقت المتبقي على انتهاء الامتحان، أو تحذيرهم من عدم الغش، وإلى غير هذه الأمور التي تؤثر بشكل كبير في تركيز الطالب الممتحن، وتشتته عما هو بصدده، إضافة إلى أهمية استقبال المراقبين للطلاب الممتحنين بابتسامة وترحاب، حتى يمتصوا رهبتهم من الامتحان مشيرا أنه من الضروري تهيئة الفصول الدراسية، والقاعات التي يؤدي فيها الطلاب الامتحانات، تحسباً للحالات المرضية المفاجئة، أو الإغماءات وخلافه، إلى جانب وضع خطة بديلة للطلبة المرضى الذين لا يستطيعون أداء الامتحانات في اللجان المدرسية.
نشرات ومطويات إرشادية
في حين يعتبر فؤاد عودة معلم علم نفس،أنه يجب أن يتم إعداد ما يسمى بالمرشد للنشرات والمطويات الإرشادية التي توزع على الطلاب قبل الامتحانات بوقت كاف بحيث يتم فيها تقديم النصح والإرشاد لكل ما يهم الطالب في هذه الفترة والتنسيق مع الأسرة في معالجة الوضع الدراسي لهؤلاء الطلاب بهدف مساعدتهم تلافيا لرسوبهم في الامتحانات وإعادة السنة، مشيرا أنه يجب على الطالب وبمساعدة الأسرة في المرتبة الأولى أن تزيل من داخله الرهبة من الامتحانات وأن يعتبرها مجرد قياس لتحصيله الدراسي خلال عام كامل.
وأضاف أن الاختبارات القصيرة التي تجريها المدرسة بشكل دوري تساعدهم في تقييم مستوى أدائهم في امتحان نهاية العام مما يسهل عليهم الحصول على معدلات مرتفعة، مشيراً أن تنظيم الوقت هو الطريقة الفعالة لتحقيق ما يطمح إليه الطالب، لأن التفوق الدراسي هو أول خطوات النجاح في مختلف نواحي الحياة.
التعرف الى المعوقات
قال سعيد النوري موجه تربوي وإداري في مدرسة عجمان الخاصة، في بداية العام الدراسي يكون هناك لقاء مع معلمي ومعلمات المواد الدراسية وذلك لتوضيح سياسة المدرسة التعليمية ومن ثم العمل على رفع المستوى التحصيلي للطلاب للاستفادة من نتائج العام الماضي بدراسة هذه النتائج والتعرف الى المعوقات والصعوبات التي من الممكن أن تؤدي إلى التدني في المستوى بحيث يطلب من كل معلم خاصة الجدد الإطلاع على المنهج كاملا والبدء بعمل أوراق عمل إثرائية تصب في صلب المادة التعليمية مع مراعاة أن تكون هذه الأوراق متناسبة للمستويات الثالثة وهي المتميزون وذوو الأداء المتدني ومن هم في خانة الوسط.
تدريب على ورقة الامتحان
من جهتها قالت حمدة المهيري مساعدة مديرة مدرسة ذات النطاقين في عجمان، إن المدرسة تقوم بتدريب الطلاب على شكل ورقة الامتحان وتكون الأسئلة في النمط مشابهة لامتحان نهاية الفصل، وأثناء الامتحان تمر الهيئة الإدارية على الطلاب للاطمئنان عليهم بصورة دورية كما توفر لهم بيئة صفية مريحة وآمنة وتقديم وجبات الإفطار للطلاب قبل الامتحانات، مشيرة أنه يتم عقد اجتماعات مع أولياء الأمور قبل الامتحان لحث الطلبة على عدم التغيب.