رحلة شاقة يقضيها أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة في مدينة العين خلال نقل أبنائهم من المدارس وإليها بسبب ازدحام الشارع الخاص بمدارسهم، ما يطيل زمن الرحلة إلى أقصى مداه ويطيل معه معاناة الآباء الذين يجدون أنفسهم مجبرين على قضاء أكثر من نصف ساعة يومياً لقطع مسافة لاتزيد على أربعة كيلومترات بسبب تكدس السيارات وأنانية بعضهم وعدم التزام بعضهم الآخر بأصول القيادة ما يتسبب في تباطؤ الحركة المرورية وتوقفها تماماً في بعض الأوقات.
الازدحام الشديد الذي أصبح مشكلة أمام بعض أولياء الأمور دفع بعضهم إلى نقل أبنائه لمدارس أخرى بعيدة عن منطقة المدارس الخاصة، وأجبر بعضهم الآخر على إشراك أبنائه في خدمة المواصلات وتحمل رسومها الباهظة، في حين تواصل البقية خوض الرحلة اليومية وتحمل الازدحام ومشاحنات السائقين أملاً في إيجاد حل للمشكلة التي تزداد تعقيداتها يوماً تلو الآخر بسبب زيادة أعداد الطلبة والمدارس.
يقول محمد موسى وهو ولي أمر لثلاثة طلاب يدرسون في إحدى مدارس العين الخاصة إن مشهد الزحام اليومي أمام مدرسة أبنائه بات يشعره بالملل، لاسيما وأنه تحول إلى روتين لا ينقطع طوال أيام الدراسة حيث تستغرق الرحلة من المدرسة وإليها أكثر من نصف ساعة، عشرون دقيقة منها لاجتياز مسافة 3 كيلومترات بسبب الأعداد الهائلة من سيارات أولياء الأمور التي لاتزال تتزاحم أمام المدارس.
ويضيف إن الأزمة تزداد بشكل سنوي ولابد من إيجاد حل لها حيث إن لها تأثيرات نفسية في الأبناء الطلبة الذين يصلون منازلهم متأخرين كثيراً عن وقت الانصراف من مدارسهم، بسبب ذلك الازدحام الذي يتسبب أيضاً في حرمان بعضهم من حضور طابور الصباح لوصولهم عقب انتهائه.
واقترح أن تقوم إدارات المدارس الخاصة التي يتضرر طلابها من الازدحام أمام بواباتها إلى تعديل موعد الدوام بواقع 15 دقيقة بحيث تبدأ بعض المدارس دوامها مبكراً أو متأخراً لتفادي الازدحام، حيث إن عملية إنزال الطلبة لاتستغرق أكثر من دقيقتين وأن المسألة بحاجة إلى معالجة من ناحية التوقيت لاسيما وأن تلك الدقائق التي ستتم إضافتها ستوفر كثيراً من الوقت والعناء على جميع الأطراف.
أما حسن علي الذي يعمل موظفاً في إحدى الشركات فقال إنه كثيراً ما تعرض للتأخر عن عمله بسبب شارع المدارس الخاصة، وبالذات في بدايات الدراسة والفترات التي يشهد فيها الطريق صيانة.
ويبدي حسين حمدان ولي أمر لأربعة طلاب في إحدى مدارس العين الخاصة استياءه الشديد من البرود الذي تتعامل به إدارة المدارس الخاصة في التعاطي مع هذه المشكلة ويقول إن الأمر كأنه يحمل رسالة ضمنية بأن نشرك أبناءنا في حافلات المدرسة ونتكبد مزيداً من المعاناة المادية من أجل حل مشكلة الازدحام.
ويقول «أبومحمود» إنه يكون أكثر سعادة خلال ذهابه إلى العمل في أيام العطل المدرسية لأنه لن يضطر إلى الذهاب للمدرسة لتوصيل أبنائه ومن ثم إعادتهم للمنزل، وقال إن تلك العملية تستغرق نحو ساعة يومياً والسبب يعود إلى ازدحام سيارات أولياء الأمور أمام مدارس أبنائهم التي يقع معظمها في منطقة واحدة تخدمها أعداد محدودة من المخارج والمداخل ما يزيد من حجم المشكلة. ويلفت «أبو أحمد» الانتباه إلى أحد أبرز أسباب المشكلة ويقول: أقوم بتوصيل أبنائي إلى مدارسهم منذ 10 أعوام واعتبر نفسي خبيراً في شارع المدارس الخاصة وبالتالي فأود أن أشير إلى أبرز مسببات الازدحام والمتمثلة في سوء تصرف بعض أولياء الأمور الذين لا يتحملون سوى مسؤولية أنفسهم حيث يعمد هؤلاء إلى التوقف في منتصف الطريق لإنزال أبنائهم دون أن يتركوا مجالاً للمركبات الأخرى للمرور أثناء نزول الطلبة من سياراتهم، أضف إلى ذلك قيام بعض سائقي الحافلات المدرسية بالتصرف نفسه، وهو ما يعني مزيداً من الانتظار والازدحام.
كتب: محمد الفاتح عابدين