تفاعل طلبة مدارس العين، بمختلف مراحلهم الدراسية مع شهر الابتكار، حيث أكد الطلبة بابتكاراتهم، عزمهم على مواصلة التجارب والخروج بمزيد من الابتكارات التي تخدم الإمارات والعالم، مؤكدين أن التوجه العالمي نحو استخدام الطاقة البديلة، هو ما يميز معظم الابتكارات التي نفذوها بتطبيق المواد النظرية إلى مواد عملية.
وقال الطلبة إنهم متحمسون لابتكار مزيد من الاختراعات التي تحسن مستوى المعيشة وتقلل من الاعتماد على الأساليب القديمة في توليد الطاقة.
أكد سالم عبدالعزيز الكثيري، مدير مكتب العين في دائرة التعليم والمعرفة، حرص القيادة الرشيدة على تحفيز الابتكار، لإيجاد مجتمع لديه القدرة على التميز والإبداع. وأضاف أن شهر الابتكار، يعد فرصة حقيقية أمام أبناء الدولة، للابتكار والتميز، حيث إن الابتكار، مهما يكن حجمه، فسيكون نواة لابتكار جديد يستفيد منه أبناء الدولة، وربما العالم.
لافتاً إلى أن الطلبة يعدون الشريحة الأهم في الابتكار، وتحويل العلوم النظرية التي يدرسونها في الكتب والمقررات الدراسية إلى تجارب عملية، ربما تشق طريقها إلى أن تكون ابتكارات حقيقية تسهم في تحسين أنماط الحياة وتحويلها إلى الأفضل.
وأكد أن قيادة الإمارات، قيادة شغوفة بنتاجات شعبها، وتسعى دائماً إلى تقديم الدعم المناسب للأبناء من المبتكرين، وقدمت الكثير من المبادرات التي تحفّز الشباب في مختلف القطاعات على الابتكار، ودعمتهم بالمسابقات المحلية والدولية، لدفعهم إلى المنافسة وتقديم أفكارهم وترجمتها إلى اختراعات لترى النور.
وأكد اهتمام دائرة التعليم والمعرفة، بدعم وتوجيه الطلبة المبتكرين، وقال إنها تضع تحفيز الطلبة على الابتكار والتصميم في قائمة أولوياتها، لاسيما أن المناهج التي يدرسونها، مناهج عصرية وتدفع إلى الابتكار وتشجع عليه.
نادي الابتكار
عادل العبيدلي، مدير مدرسة خالد بن الوليد، قال إن المناهج التعليمية تحمل في طياتها الكثير من النظريات المحتاجة إلى تطبيق، حتى نحقق الاستفادة الكاملة من تلك النظريات. وأضاف أن افتتاح نادٍ للابتكار من أجل هذا الغرض يوفر للطلبة بيئة محفزة للابتكار ولتحويل التجارب إلى مشاريع طلابية يتم تنفيذها من قبل الطلبة أنفسهم دون تدخل المعلمين الذين يقتصر دورهم على الإشراف العام وتوجيه الطلبة.
وأضاف أن النادي الذي افتتح بالتزامن مع شهر الابتكار، يأتي في إطار تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة، حيث يضم 50 طالباً من مختلف المراحل الدراسية نفذوا أكثر من خمسين ابتكاراً، بعضها ابتكارات فريدة من نوعها، والبعض الآخر يهدف إلى استثمار الموارد الطبيعية في التصنيع، في حين يتقدم المبتكرات الأخرى أساليب جديدة لاستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية في استخدام الطاقة البديلة، لتشغيل المكائن والأجهزة التي تعمل بالتيار الكهربائي أو مشتقات البترول.
وذكر أن الخمسين طالباً الذين يضمهم النادي، يمثلون البداية لاستقطاب المزيد من المبتكرين، مشيراً إلى أن المدرسة لا تستهين بأي ابتكار يقدمه الطلاب من رفع الروح المعنوية للطلبة ودفعهم إلى الأمام.
الطاقة النظيفة
وتحدث الطالب محمد مرتضى الذي ابتكر مع زملائه مزرعة تعمل بالطاقة النظيفة، عن المشروع، وقال إنه يهدف إلى استغلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية في تشغيل الأجهزة الكهربائية، بحيث يمكن عبر النظام، جعل جميع الأجهزة والمصابيح الضوئية تعمل بالطاقة النظيفة. مشيراً إلى أنه ينوي في المستقبل توسيع نطاق مشاريعه والعمل على محطة متكاملة تعمل على توفير التيار الكهربائي للمنازل والمكاتب، باستخدام الطاقة الشمسية في توليد التيار الكهربائي اللازم لها، مضيفاً أن المستقبل هو في استخدام أنواع بديلة للطاقة تكون أكثر أماناً على البيئة وأرخص تكلفة.
الفورميلا 1
أما الطلبة محمد الكويتي ومحمد العلوي وسيف البلوشي ومحمد الشامسي، فقد نفذوا مشرع الفورميلا 1 الذي يحسبون به احتكاك الهواء الناتج عن المركبات في الشوارع السريعة، للاستفادة من تلك الطاقة في نواحي الحياة المختلفة. وقالوا إن البيئة التعليمية الآن تشجع الطالب على الابتكار وإثبات مقدرات ابن الإمارات على المشاركة العالمية في إنتاج الأفكار التي تحوّل فيما بعد إلى مشاريع تعود بالفائدة على الإنسان، مؤكدين أن وضع الطلبة بصمتهم في مثل هذه المشاريع العملاقة، يسهم في رفع اسم دولتهم عالياً خفاقاً في محافل العلم والمعرفة.
وأشار الطلبة عبدالله الهرمودي وعبدالله اليحيائي وسعود المنذري، الذين يواصلون مشروع استخدام الطباعة الثلاثية، في إنتاج قطع للروبوتات، إلى أن أهمية مشروعهم تكمن في أن قيادة دولة الإمارات، تولي تقنية الطباعة الثلاثية اهتماماً كبيراً، ما دفعهم إلى تبني مشروع له صلة بالطباعة الثلاثية. وقالوا إنهم يتابعون الآن ما تقوم به الشركات العالمية في تطوير ذلك، حيث بدأت شركات عملاقة استخدامها في عمليات البناء، بينما تجري مؤسسات طبية الآن تجاربها باستخدام الطباعة الثلاثية، في إنتاج أعضاء بشرية يمكن زراعتها في جسم الإنسان، وإنقاذ حياته. مؤكدين أنهم سيواصلون العمل على هذا النوع من المشاريع لتولي زمام الريادة.
أما الطالبات رفيدة محمد وعائشة الدرمكي ومريم البلوشي، فقد ابتكرن الشرفة الذكية التي لا تفتح أبوابها إلا ببصمة أحد الوالدين، لتفادي سقوط الأطفال من الشرفات، بعدما بينت الدراسات أن 48 في المئة من وفيات الأطفال، ناتجة عن سقوطهم من الشرفات. وتقوم الشرفة الذكية في حال نسيان بابها مفتوحاً، بفتح كيس هوائي بشكل تلقائي يمنع سقوط الطفل إلى حين الانتباه إليه.
وقالت الطالبات، إن أهم ما يميز مشروعهن أنه قابل للتطبيق في جميع البنايات القديمة والجديدة، إلى جانب كلفته المادية البسيطة.
طاقة المياه
صمم الطالب سعيد محمد، مدينة متكاملة تعمل بطاقة المياه، وقال إنه لمس في الآونة الأخيرة حاجة المجتمعات إلى البحث عن بدائل نظيفة للطاقة، للحد من تلوث الهواء، والاستفادة من طاقة الرياح والمياه في توليد التيار الكهربائي. وأضاف أنه صمّم مدينة تعمل بالكامل بالمياه المتدفقة التي تدير مولدات الكهرباء، لنحصل بعد ذلك على طاقة نظيفة بنسبة 100% في الإنارة، وتزويد المنازل باحتياجاتها. مشيراً إلى أن ابتكاره بحاجة إلى بعض اللمسات التي سينتهي منها قريباً، ليدخل به المنافسات الدولية الخاصة بالابتكارات المعنية بالطاقة النظيفة. كما صمم طلاب خالد بن الوليد، حاوية نفايات تفرز النفايات وتصنّفها إلى طبيعية ومعدنية، وأخرى قابلة للتدوير ثم تفرزها بعد ذلك، عبر ربوت يتولى مسؤولية إخطار المصانع أو الجهات الخاصة بجمع كل نوع من النفايات على حدة.
وقال الطلبة إن المشروع يهدف إلى توفير الكثير من الوقت والجهد الذي تتطلبه عملية فرز النفايات، حيث تقوم الحاوية التي تعمل بالطاقة الشمسية، بجميع تلك الخطوات، وخلال وقت قصير، مشيرين إلى أنهم بصدد الترويج للابتكار والدخول به في عدد من المسابقات.